اللهم إنا نؤمن إيماناً كاملاً بأن كل نفس ذائقة الموت، فأغفر لنا ولموتانا وارحمنا برحمتك الواسعة. بالأمس البعيد وتحديداً قبل أربع سنوات هاتفني مواسياً في رحيل ابني (محمد) الذي فقدته اثر حادث سير مروري شمال مدينة جدة , وبعد ذلك بحوالي سنتين بعث لي مرثية كتبها في وفاة والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز تحت عنوان (إنا لفراقك لمحزونون) لنشرها في الملحق الخاص الذي اعدته مجلة (تالة) عن رحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز (رحمهما الله جميعاً). واليوم وبعد مشوار إعلامي حافل بالعطاء والنبل والإنسانية يودعنا ( أبو عبدالعزيز ) الأمير الإنسان تركي بن سلطان وسط حيرة وألم لا حدود لهما, ولأنني من المقربين لسموه من خلال مسؤوليتي الإعلامية بمنفذ مطار الملك عبدالعزيز الدولي وزياراته السنوية، التي كان يدعمنا بها لخدمة ضيوف الرحمن في مدينة الحجاج, حيث كنا نترقب مجيئه ومرافقيه للإطلاع على سير أعمالنا وتذليل ما قد يعترضنا من صعاب، وبوجوده ( يرحمه الله ) لم نكن نحتاج لروتين الخطابات و( مضيعة ) الوقت الرسمية المعتادة، وإنما لإيمائة صغيرة منه لمسؤولي الوزارة التنفيذيين الذين يرافقونه وينتهي كل شيء، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر استبداله لكافة الأجهزة الإلكترونية وأجهزة العرض التلفزيونية القديمة بأحدث الأجهزة المتطورة لخدمة ضيوف الرحمن. وعندما نعرض عليه بعض المخالفات الإعلامية، نجده يتعامل معها بابتسامة رقيقة تنم عن ثقة الكبار في أنفسهم وفيمن يتعاملون معهم، وعندما يتم سؤاله عما شاهدة وكيف وجد سير العمل في منفذ مطار الملك عبدالعزيز، يجيب باختصار شديد ( عشرة على عشرة ) وهذا العشرة على عشرة جعلتنا نعمل على مدار الساعة حباً وتقديراً لمن قدر جهودنا في ذلك المكان، والآن وبعد رحيله عنا من الذي سيسأل عنا ويثمن جهودنا؟ صحيح ان هناك الكثير والكثير ممن هم على شاكلة سموه في الغيرة على تقديم أفضل ما يمكن تقديمه لضيوف الرحمن ودعم منافذ القدوم بكل ما يمكن أن يكون, ولكن لذلك الرجل الذي كنا ننتظر زيارته السنوية (هيبة) وبرستيج خاص لن نجده في المواسم المقبلة. رحم الله تركي بن سلطان واسكنه فسيح جناته , إنا لله وإنا إليه راجعون . *مديرمطبوعات مطار الملك عبدالعزيزالدولي