تتسارع وتيرة النزوح السوري الى لبنان، وقد دخل الأراضي اللبنانية في الأسبوع الفائت 5 آلاف مواطن سوري بحثا عن الأمان معظمهم يتحدرون من حمص إدلب دمشق وحلب، في حين أعلنت المفوضية العليا لغوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بلوغ عدد السوريين في لبنان 180,105 ألفا سجّل منهم 132 ألفا. وفي حين أقرّت الحكومة اللبنانية خطتها لمواجهة هذا الملف الذي بدأ يثقل على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية اللبنانية فإن الأممالمتحدة والدول المانحة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تبدو ناشطة في معالجة الاحتياجات اليومية لهؤلاء فقد وقعت منظمة «اليونيسيف» اتفاقية مع 5 شركاء من أجل توفير احتياجات الشتاء للأطفال النازحين في منطقة البقاع ويبلغ عددهم زهاء 22 ألفا، في هذا الوقت استقبلت المدارس اللبنانية 1650 طالبا للعام الدراسي الحالي ليبلغ العدد 10 آلاف طالب سوري مسجلين في المدارس اللبنانية. وقد بدأت المفوضية العليا لإغاثة اللاجئين بتوزيع «بونات» المازوت للتدفئة على 200 مدرسة في شمالي لبنان والبقاع. لكنّ هذا الملف المتفجر لبنانيا يثير مخاوف العديد من الأطراف السياسيين ولكلّ أسبابه. فلجهة «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» يحضر هاجس الأمن وإمكانية لعب ورقة النازحين الى لبنان وتسليحهم في حال مكوثهم لفترة طويلة، أما فريق 14 آذار و»تيار المستقبل» فيهجسون بإمكانية تسلّل عناصر من الجيش النظامي السوري تحت ستار النازحين وقيامه بعمليات تخريبية في لبنان. وبين الهاجسين بدأت تتصاعد أصوات تدعو الى إقفال الحدود أمام هؤلاء وخصوصا من قبل أنصار «التيار الوطني الحر» ودعوة الدول العربية الى تحمّل مسؤولياتها حيال هذا الملف. وقال مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية ل»الرياض» : إن الدبلوماسية اللبنانية بدأت عبر سفرائها في توجيه رسائل الى الدول المعنية وخصوصا المجاورة للبنان للمساعدة في هذا الملف، لأن لبنان لا يمكنه تحمّل أعباء النزوح وخصوصا أنه يعاني من أزماته الخاصة من مديونية مرتفعة وركود اقتصادي وعجز حتى عن دفع سلسلة الرتب والرواتب للموظفين». في هذا الإطار اتصل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووضعه في صورة النازحين السوريين في لبنان، وابلغه أنه سيوجه اليه مذكرة في هذا الصدد تتضمن رغبة لبنان في دعوة وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتماع غير عادي لبحث هذا الموضوع. واشار منصور الى ان «العربي ابلغه انه فور تلقيه المذكرة سيعمد الى القيام بالاتصالات اللازمة مع الوزراء العرب لعقد هذا الاجتماع خلال ايام قليلة». وكانت الحكومة اللبنانية أطلقت في 3 كانون الأول الماضي نداءً الى المجتمع الدولي معلنة حاجتها الى مبلغ 179 مليون دولار أميركي للنصف الأول من عام 2013 لمساعدة لبنان على تغطية احتياجات النزوح السوري إليه. وتجاوباً مع خطة الاستجابة التي وضعتها الحكومة اللبنانية تعهدت ألمانيا بتغطية حصة تفوق نسبة عشرة في المئة من المبلغ الذي تم تحديده بموجب هذه الخطة أي بالأرقام14 مليونا و730 الف يورو أي ما يعادل 19 مليونا و200 ألف دولار أميركي.