بين أول بطولة لكأس الخليج العربي لكرة القدم في العام 1970 التي استضافتها البحرين والنسخة ال 21 التي تنطلق فعالياتها على الأرض ذاتها اليوم أكثر من أربعة عقود شهدت فيها الدورة عدة متغيرات من حيث بدايتها المتواضعة وعدد المنتخبات المشاركة، ثم تزايدها دورة بعد أخرى حتى وصلت لثماني فرق بعد دخول اليمن، وخلال أكثر من 40 عاما مرت الفرق الخليجية بتحولات بين القوة المطلقة للمنتخب الكويتي في البدايات والعراق في مرحلة استضافتها للنسخة الخامسة ببغداد وما بعدها، مع حضور قوي للسعودية على الصعيدين القاري والدولي بين 84 و96 وغياب ظل لغزا محيرا في المنافسات الخليجية قبل أن يكسر العقدة في العام 94 بالإمارات. فيما حضرت قطر مرتين على ارضها، وكذلك الإمارات ثم عمان محققين اللقب، ليبقى المنتخب البحريني مطالبا برفع سقف الطموح بعد أن احتل المراكز القريبة من البطل عدة مرات من دون أن يعتلي القمة، وهو مؤهل لذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى. تعود كأس الخليج من البحرين وكأنها ترسخ لمفهوم يخالف ما يتردد في السنوات الأخيرة، من أن الدورة لم تعد مطلبا للمنتخبات، وكانت خليجي 20 باليمن شهدت مشاركة عدة فرق بالصف الثاني، وساهم انشغال معظمهم بكأس أمم آسيا بالدوحة القريبة التوقيت جدا آنذاك في إضعاف البطولة الخليجية حين أراحت الأجهزة الفنية معظم النجوم خوفا من الإصابات. خليجي 21 أعادت محبي الكرة الخليجية لسيرتهم الأولى، اهتمام كبير من كل المنتخبات للفوز بالذهب، جميعهم استعانوا بأبرز النجوم الجاهزين، لقد اختفت نغمة التقليل من دورة كأس الخليج، وباتت اليوم مطلبا ملحا للجميع، حاول كثيرون إقناع الشارع الرياضي بعدم أهميتها، لكن التاريخ الذي يشهد للبحرين باستضافة أولى بطولاتها اختار أن تكون مكان عودتها للوهج الذي كانت عليه في زمن ماجد وجاسم يعقوب وحسين سعيد ومنصور مفتاح والطلياني وحمود سلطان. وما عزز أهمية البطولة التوقعات باكتشاف كم من المواهب التي اعتمدت عليها المنتخبات في قوائمها النهائية، بطولات الخليج اكتشفت معظم المشاهير لكن بأعداد أقل، اليوم هناك تركيز أكبر على التجديد، وبناء فرق حديثة ممن حققت فرقها لدرجة الشباب والأولمبي منجزات في الفترة الأخيرة؛ خصوصا منتخبات الإمارات والعراق. أما منتخبنا "الأخضر" الذي لم يكن استعداده بحجم وقيمة البطولة التي يدخلها قبل خمسة أيام فقط ومن دون خوض مباراة ودية دولية واحدة مقارنة بمعظم المنافسين فإن الأمل أن يتجاوز ذلك حين يلاقي العراق في افتتاح مباريات مجموعته غدا (الأحد)، التي ستحدد ما يقدمه فيها والنتيجة التي سيخرج بها مستقبله في البطولة، وإذا كانت عودة قائد المنتخب ياسر القحطاني الذي اختار الاعتزال الدولي بعد نهائيات كأس أمم آسيا لمنح الفرصة للعناصر الشابة قد وجهت له مجددا للعودة ل "الأخضر" فإن أمام هذا النجم فرصة كبيرة لاستغلال ثقة الجهاز الفني بقيادة رايكارد لتقديم عصارة خبرته، وشحذ همم زملائه بعد أن شهدت الفترة الأخيرة تحسنا كبيرا في مستواه وتسجيله تسعة أهداف مع الهلال في الدوري.