إن ترقق العظام هو خطر هام يهدد الصحة ويصيب 50% من السعوديين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق هؤلاء حوالي 80% هم نساء. توجد عدة مشاكل طبية تترافق مع وهن العظم وتزيد خطر حدوث الكسور. وإن توزع هذه الأسباب يختلف باختلاف المجموعات الديموغرافية. تشكل نسبة الأسباب الثانوية في وهن العظم عند الرجل من 30-60% من الحالات منها نقص الهرمون الذكوري واستخدام الكورتيزون (غلوكوستيروئيد) وإدمان الكحول هو السبب الأكثر شيوعاً. أما عند النساء قبل سن توقف الطمث فإن 50% من الحالات تترافق مع أسباب ثانوية أكثرها شيوعاً نقص الإستروجين أو استخدام الكورتيزون أو زيادة هرمون الدرقية أو العلاج بمضادات الاختلاج (الصرع). الأسباب الثانوية المؤدية لتخلخل العظم: إن استخدام الكورتيزون هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بوهن العظم الناجم عن استخدام الدواء. يترافق استخدام الكورتيزونات لمدة طويلة عند مرضى التهاب المفاصل الرثياني ومرضى الرئة الانسدادي المزمن بحدوث نسبة عالية من الكسور. وعلى سبيل المثال عولج في إحدى الدراسات مجموعة من المرضى بعشرة ملغرامات بريد نيزون لمدة عشرين أسبوعاً فأصيبوا بنقص 8% من كثافة العظم المعدنية في منطقة العمود الفقري. إن الدراسات بينت أن أي مريض يستخدم جرعة فموية من الغلوكوكورتيكوئيدات (كالبريدنيزون) من عيار 5 ملغرام أو أكثر لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر معرض لخطر خسارة عظمية كبيرة.و يشيع حالياً استخدام الغلوكوكرورتيئدات لعلاج أمراض التهابية مزمنة عديدة عند الأطفال والكبار & لذا فإن الآثارالجانبية العظمية لهذا العلاج تحتاج إلى وضعها في الاعتبار إذا احتاج المريض العلاج لفترات طويلة. ولا نعلم بشكل واضح ما هي الآثار البعيدة المدى على صحة العظم الناتجة عن فترات علاجية متقطعة من الستيروئيدات الجهازية أو الاستخدام المزمن للستيروئيدات الاستنشاقية التي توصف لعلاج الربو عادة. بالإضافة للكورتيزون قد يكون للأدوية التالية آثاراً جانبية مؤذية للعظم تصل إلى الإصابة بتخلخل العظم:الهرمونات الدرقية الزائدةمضادات الاختلاج (الصرع) مضادات الحموضة الحاوية على الألمنيوم الهرمونات المحررة للغونادوتروبين المستخدمة لعلاج أمراض بطانة الرحم (مرض الاندومتريوسس) الميتوتريكسات المستخدمة لعلاج مرض التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد) بالاضافة الى بعض العلاجات الكيماوية لأمراض السرطان السيكلوسبورين كعامل لتثبيط المناعة الهيبارين (مميعات الدم) الذي يستخدم لعلاج أمراض تجلط الدم. الكوليسترامين المستخدم للتحكم بمستوى كولسترول الدم الأمراض التي قد تسبب هشاشة العظام الثانوي: أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص (منها التليف الكيسي ومرض الأمعاء الالتهابي المزمن والداء البطني "مرض سيليك")، الفشل الكلوي المزمن، زيادة نشاط الغدة الدرقية، زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية، مرض التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد)، الأمراض النفسية التي تؤدي إلى اضطراب الشهية وعدم انتظام تناول الطعام، فقدان الشهية العصبي، متلازمة كوشنجفإذا كنت تعانين من أي من هذه الحالات فإن مخاطرة تعرضك للإصابة بهشاشة العظام قد تزداد. الوقاية والعلاج: توجد عدة طرق للوقاية والعلاج من هشاشة العظام الثانوي منها التشخيص والعلاج المبكر للأمراض التي سبق ذكرها والمسببة لهشاشة العظام، بالاضافة الى أخذ كمية كافية من الكالسيوم و فيتامين د.إن المشاركات غير الدوائية في العلاج مثل التمارين الرياضية التي تزيد القوة والتوازن (كالجري والنط) ضرورية لتقوية العظم وصيانته، يحتاج المريض الذي يتناول أدوية مسببة للهشاشة مثل الكورتيزون إجراء فحوصات دورية لكثافة العظام واستشارة طبيبه لاتخاذ اللازم. * استشارية روماتيزم والأمراض الباطنة عضو مجلس إدارة جمعية هشاشة العظام