فجعنا في الوسط الإعلامي، وفي وزارة الثقافة والإعلام، بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان الذي انتقل إلى جوار ربه بعد رحلة طويلة قضاها في العمل في الوزارة متقلداً عدداً من المناصب، بدءاً من عمله وكيلاً مساعداً للتخطيط والدراسات، ثم وكيلاً للإعلام الخارجي، إلى مساعد للوزير، حتى صدور الأمر السامي الكريم بتعيينه نائباً لوزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية ومشرفاً عاماً على القنوات الرياضية السعودية. وقد تشرفت بالعمل تحت إدارة سموه، يرحمه الله، مدة طويلة من الزمن وقد كان سموه من الناس النادرين في التعامل، فكان نعم الموجه المتابع والداعم الحريص على التطوير والارتقاء بالعمل في جميع القطاعات، إضافة إلى إعطائه - يرحمه الله - الفرصة لجميع المسئولين للعمل، ومنحهم الصلاحيات الكبيرة التي تساعدهم على أداء عملهم بالصورة والسرعة؛ لان العمل الإعلامي لا يحتمل - في بعض الأوقات - التأخير. وقد تميز سموه بالأخلاق العالية والتواضع الجم، وهو بعيد كل البعد عن الانفعال على الرغم من ظروف العمل في المجال الثقافي والإعلامي. وقد عرفت من سموه المتابعة الدقيقة للعديد من القضايا والمواضيع التي يتم نشرها في الصحافة، وما يتم بثه في القنوات سواء العربية أو الأجنبية وخصوصاً ما يتعلق فيها بالمملكة وبالشأن الثقافي والإعلامي، وقد منحته قدرته على إتقان العديد من اللغات الفرصة لمتابعة تلك الصحف والقنوات. وكانت له - رحمه الله - بصمات واضحة على تطوير عمل قطاعات الوزارة والأخذ بالأساليب الحديثة والرقي بها، وكان من المتابعين لعملية التطوير الداعمين لها على ضوء التخطيط السليم، كما عرف عن سموه الأخذ بكل جديد فيما يعود بالنفع والفائدة على تطوير عمل الوزارة وأدائها للرسالة المطلوبة منها وهذا واضح من خلال دعمه للإعلام الجديد واستفادة قطاعات الوزارة منه. وكان له جهود ملموسة وواضحة في دعم القنوات الرياضية والتوسع فيها. رحم الله سموه واسكنه فسيح جناته، وجزاه خير الجزاء على ما قدمه لبلاده وأمته من خلال عمله في الوزارة، والهم أهله وذويه الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون). * مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام