جاء خروج الاتفاق من كأس ولي العهد أمام الوحدة ليثير النار من تحت الرماد، ويؤجج المشاكل من جديد والتي اكتسبها النادي من تدني مستوى الفريق وبدايته المتعثرة في بداية الموسم والتي أطاحت بالمدرب السويسري الين غينغر قبل هدوء الأوضاع مع مشاركة الفريق في البطولة العربية، غير أن تلك الهدنة لم تدم طويلا حتى عاد الاتفاق إلى حالة سخط جماهيره من جديد والتي عبرت عن ذلك عبر موقع النادي الرسمي على الانترنت وطالبت بالتغيير والإحلال على المستويين الفني والإداري لانتشال الفريق من وضعه الحالي وبدء إعداده لبقية مشواره بدوري "زين" ومشاركته بدوري أبطال آسيا. جماهير الاتفاق تأسفت لما يتعرض له فريقها من تذبذب في المستويات وخروج على يد الوحدة بطريقة لا تليق بفريق كبير كفارس الدهناء الذي كان في الموسم الماضي احد المنافسين على بطولة الدوري كما نافس بقوة في بطولة كأس ولي العهد ولعب النهائي الذي خسره أمام الهلال 1-2 وكانت جماهيره تأمل في تخطي البداية المتعثرة ليؤكد من خلالها بحثه عن المنافسة بيد أنها صدمت بالمستوى والنتيجة في آن واحد وخروجه من دور ال 16 في كاس ولي العهد وهي التي كانت تأمل من اللاعبين تكرار انجاز الموسم الماضي بالوصول إلى النهائي وتحقيق الكأس!! رسوب الأجانب لم يكن العنصر الأجنبي عاملا مساعدا لتعزيز قوة الفريق بل الرباعي الأجنبي يعد عاديا باستثناء جونيور الذي يعد الأبرز ويشهد تألقا من مباراة إلى أخرى عكس المدافع كارلوس الذي تراجع مستواه وبات الأضعف في رباعي الدفاع وأخطاؤه القاتلة دفع الفريق ثمنها باهظا، والحال لايختلف عن أحمد كانو فهو لم يحل مشكلة الوسط والفراغ الذي تركه يحيى عتين والبرازيلي لازروني، فيما يعد الكلام عن المهاجم فارجاس عديم الفائدة لأنه لم يقنع الجهاز الفني بالمشاركة وظل حبيس مقاعد البدلاء واستلم تأشيرة خروجه باكرا بانتظار فتح باب الانتقالات الشتوية. الاتفاق لم يستفد من لاعبيه الأجانب كما حدث في الموسم الماضي عندما كان دورهم بارزا وتركوا بصمات واضحة على أداء الفريق وتألقه خصوصا تيجالي ولازروني وكارلوس، وبات واضحا حاجة الفريق إلى التغيير في لاعبيه الأجانب على الأقل بعنصرين. شجاعة للإدارة يرى اغلب النقاد بالاتفاق مع جماهير وعشاق الاتفاق أن الإدارة لم توفق في تجديد الثقة للمدرب الكرواتي برانكو وبعض المحترفين على الرغم من النتائج الايجابية والعروض الرائعة التي قدموها في الموسم الماضي، ولكن الإدارة ترى غير ذلك وتعتقد أن إنهاء عقد المدرب برانكو وعدم التجديد لتيجالي ولازروني والعماني حسن مظفر هو قرار شجاع يحسب للإدارة وليس عليها كما يرى البعض خصوصا في ظل الظروف التي عاشها الفريق ومبالغة تيجالي في مطالبه المالية مقبل التجديد والحال ينطبق على سياف البيشي وعبدالمطلب الطريدي. غياب صانع الألعاب ولكي يعود الاتفاق لوضعه الطبيعي فهو بحاجة إلى صانع ألعاب متمكن، وتغيير في طريقة أدائه التي لم تتغير منذ سنوات طويلة حتى أصبح مكشوفا للجميع، فليس من المعقول أن يلعب الفريق معظم مبارياته بنفس الأسلوب؟! ولايمتلك اسلوب المبادرة والسيطرة على المباراة تاركا للمنافسين المساحات لغزو الفريق من مختلف الطرق واعتماده على الكرات المرتدة التي ليست مفيدة في كل الظروف، وإذا أراد المدرب أن يعيد للاتفاق هيبته عليه أن يلعب بأكثر من طريقة ويكون مبادرا في الهجوم، فالاتفاق يحتاج للشجاعة خصوصا بعد استعادة الثقة والتنظيم الذي أحدثه سكورزا. والفريق بحاجة إلى ترميم من مختلف النواح وتلافي الأخطاء التي وقع فيها أمام الوحدة وخوض المواجهات المقبلة بأداء وطريقة مختلفة فالاعتماد على المهاجم يوسف السالم الذي لايجيد الحلول الفردية وابتكارا لخلخلة المدافعين ليست مجدية وقد كلفت الفريق الكثير وبات التغيير هو الحل. جماعية في القرارات وكان رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري قد تعرض لهجوم عنيف، وفي كل مرة يخسر الفريق او يتعرض لهزة توجه أصابع الاتهام للدوسري وكأنه نادي الرجل الواحد وأنه صاحب القرار فيه، ولم يكترث المنتقدون عن تحميل الإدارة كل مايتعرض له الاتفاق لكنهم ظلوا بعيدين عن دعمه والحضور واكتفوا بالتصريحات والانتقادات التي لم تتوقف أبدا، في حين تؤكد الإدارة وبأن جميع القرارات تؤخذ بناء على توصيات من مجلس الإدارة وبصورة جماعية وديمقراطية. والاتفاق الذي عرف بالوفاق المأخوذة من اسمه فإنه أصبح اليوم بلا اتفاق وجماعيته التي كانت عنونا مميزا لمسيرته وكانت وراء انجازاته الذهبية، باتت اليوم تبحث عمن يجمعها فوق طاولة واحدة لتعود كلمتها كما كانت وتبدأ مرحلة البناء والترميم من جديد ونبذ خلافاتها من أجل فارس الدهناء. لسنا متفائلين من الطبيعي جدا أن يحدث هذا التراجع للاتفاق، لأنه فقد أهم ركائزه في الموسم الماضي ولم يتم تعويضها بأفضل منها لذا الفريق ظل يتأرجح في أدائه فمرة فوق ومرة تحت، ولعل السبب هنا واضحا كون النادي لم يحافظ على المكتسبات التي كان يملكها ففرط في ثلاث ركائز رئيسة هم المدافع سياف البيشي والمهاجم تيجالي إلى جانب لاعب الوسط يحيى عتين والطريدي وهذه المجموعة المتجانسة أثرت بشكل كبير على أداء الفريق وأفقدته قوته التي كان يتمتع بها. درس البداية إن أداء الاتفاق كان واضحا من البداية وان كان الحكم صعبا عليه في بداية الموسم غير أن الخلل وعدم الانسجام اثر عليه بشكل لافت لكل من شاهد الفريق، فالبداية المتعثرة أثارت أكثر من علامة استفهام حول وضع الفريق وأدائه بشكل عام، بيد أن الفريق استطاع أن يصحح أوضاعه لكن سرعان ما عاد لتقديم مستوياته التي كان عليه في البداية مما بعث أكثر من رسالة لعدم طمأنة جماهيره والتي دفعت ثمنا مؤلما بالخروج الباكر أمام الوحدة. وربما هذا السقوط يعطي المسئولين على الفريق درسا لتعديل منهجيته وتصحيح أوضاعه المختلفة التي أدت إلى هذا الاهتزاز والخروج أمام متذيل الدوري من خلال ثورة تصحيحية بدعم الفريق بلاعبين أجانب ومحليين خلال فترة الانتقالات الشتوية واستغلال فترة توقف الدوري من خلال البناء في المعسكر المزمع إقامته في دبي خلال شهر يناير المقبل. فخسارة الوحدة والخروج من الكأس لاتعني نهاية المطاف ولازال الفريق يمتلك فرصة التعويض في الدوري وكأس خادم الحرمين للأبطال إلى جانب مشواره الآسيوي وهو القادر على تصحيح موقفه ومساره بشرط الاستفادة من الأخطاء وتصحيحها بشكل علمي وليس المكابرة وكأن الأمر غير مهم. فاصلة أخيرة غياب أعضاء الشرف عن مسرح الأحداث ليس مبررا، وبقاؤهم بعيدا عن حضور مباريات الفريق والتزامهم بالميثاق والقرارات الشرفية التي تم اتخاذها في الاجتماع الأخير بتحمل قيمة إعلانات ملعب الأمير محمد تنصل منها الشرفيون، والغريب أنه لم يكن للشرفيين صوت على أرض الواقع أو حضور فاعل لمباريات الاتفاق ومساهمتهم في دعمه عدا العضو المميز عبداللطيف الزهراني الذي ظل يدعم النادي ويقدم المكافآت للاعبين أما بقية الأعضاء فلم نر لهم مكانا. جانب من مباراة الوحدة والاتفاق في كأس ولي العهد