قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات في العراق بدأ النقاش يتصاعد في الكونغرس وفي البنتاغون بل حتى في بعض الأوقات في البيت الأبيض عن كيفية احتمال انسحاب القوات الأمريكية من العراق، غير أن مسؤولا امريكيا حذر من التكهنات الكثيرة في هذا الامر قائلاً بأن البنتاغون لديه خطط لكل شيء منذ اندلاع الحرب في كوريا الى مهام الاغاثة في افريقيا. وتزايدت وتيرة المناقشات حول الانسحاب الامريكي من العراق بعد عودة اعضاء الكونغرس من مناطقهم بعد عطلتهم الشتوية وفي الوقت الذي يحاول فيه مسؤولون عسكريون توقع كيفية سيكون رد فعل العراقيين السنة والشيعة تجاه نتائج الانتخابات المرتقبة كما ان الاعداد التمهيدي السنوي للميزانية الامريكية يعيد للأذهان بأن التواجد في العراق يكلف تقريبا 4,5 مليارات دولار شهريا فضلا عن انه يضع ضغوطا هائلة على القوات المسلحة الامريكية هذا بالاضافة الى تفكير البيت الابيض المتأمل في التكلفة السياسية خلال فترة الرئاسة الثانية والتي من المحتمل ان تهيمن عليها الخسائر البشرية المستمرة في العراق. وعلى كل حال فإن الرئيس بوش لم ينضم الى هذه المناقشات حول الانسحاب من العراق بالرغم من أن القليل من كبار فريقه للأمن القومي قد فعلوا ذلك. وقال مسؤول امريكي رفيع المستوى في مقابلة في نهاية الاسبوع الحالي بأن الرئيس بوش لا يزال متمسكا بخطته وينقح استراتيجيته لتدريب العراقيين من اجل تولي المهام الأمنية من الأمريكيين وانه متمسك برسوخ بوعده بالبقاء حتى يتم انجاز العمل، وأصر المسؤول على القول بأنهم ليسوا في عمل لمحاولة ايجاد جداول زمنية وانما المقياس الزمني الذي لديهم يتمثل في موعد نقل المزيد من المهام الى القوات العراقية. ويعترف العديد من المسؤولين في الادارة الأمريكية بأن الرئيس بوش سيواجه قرارات حاسمة مباشرة بعد انتخابات الثلاثين من يناير في العراق عندما يتضح ما اذا كانت نتائج الانتخابات العراقية ستؤدي الى المزيد من الاستقرار او المزيد من اعمال المقاومة. وقال بعض العالمين ببواطن الأمور في الادارة الأمريكية بأن سيكون هنالك تساؤلات عما اذا كانت هنالك امكانية سياسية للانتظار حتى يتم تدريب القوات العراقية على نحو كاف وذلك قبل أن تبدأ الضغوط لاعادة القوات الامريكية الى الوطن في التزايد. ويقول بعض اعضاء مجلس الشيوخ الآن علنا بأن القوات العراقية ووحدات الشرطة العراقية غير مستعدة للقيام بهذه المهام. وقال السناتور جون وورنر من الحزب الجمهوري والذي يرأس لجنة خدمات القوات المسلحة الاسبوع الماضي بعد اجتماعه مع مسؤولين كبار في البنتاغون انه من وجهة نظره فإن هنالك حاجة للقيام بعمل كبير لانجاز مستوى القوات والتي ستسمح لبلادنا ودول اخرى في التحالف بتقليل مستويات قواتها في العراق. وفي الوقت الذي يضع فيه مخططون عسكريون في البنتاغون تصورات لمواعيد محتملة للانسحاب من العراق فإن مسؤولين عسكريين آخرين وضباطا متقاعدين يتصورون التزامات طويلة للقوات الامريكية في العراق. وقال مسؤولون ان مسؤولين عسكريين لا يزالون يعدون خططا لتعزيز مهام مناوبة للجنود في العراق. وقال الجنرال تومي فرانكس الذي قاد غزو العراق في مقابلة مع برنامج اخباري لشبكة ان.بي.سي التلفازية في التاسع من ديسمبر الماضي «انه يتعين على المرء التفكير في الاعداد واعتقد بأننا سنكون في حالة تعاطي مع قواتنا المسلحة في العراق ربما لثلاث أو اربع أو عشر سنوات». ٭ «خدمة نيويورك تايمز خاص بالرياض»