كثيرا ماكتبت عن السلع الرديئة والمقلدة التي تغرق أسواقنا وتستنزف جيوبنا واقتصادنا الوطني لصالح مجموعة من التجار الذين ليس قلبهم على الوطن واقتصاده ولا يعنيهم المواطن وما سيصيبه من خسائر.. خاصة أن الكثير من هؤلاء التجار الذين يمارسون العمل التجاري في أسواقنا يعملون تحت نظام التستر من قبل "صوير وعوير واللي مافيه خير" ممن لاتعنيهم مصلحة البلد والمواطن وعندهم استعداد كامل من أجل مصالحهم الخاصة أن يرهنوا ويبيعوا أسماءهم مقابل ملاليم يأخذونها في جيوبهم. وقلت كثيرا أن هذه البضائع الرديئة والمغشوشة خاصة المنزلية والكهربائية والطبية وقطع الغيار للسيارات لا يقف خطرها عند الخسارة المادية وإنما يترتب عليها أخطار كبيرة صحية وجسدية ونفسية وفي الممتلكات لاتعوض بأي ثمن.. فكم من أسلاك وتوصيلات كهربائية رديئة تسببت في حرائق ضخمة ذهبت ضحيتها الكثير من الأنفس البريئة وكم من أقمشة فرامل رديئة ومقلدة تسببت في حوادث ذهبت بسببها أسر بكاملها وكم من مستحضرات طبية وتجميل مسرطنة بسبب الغش تسببت في كوارث صحية لا يمكن علاجها. ولا شك أن أي وافد من أي جنسية يمارس العمل التجاري وأعطى الفرصة للاستيراد من الخارج لن يبحث عن البضائع الجيدة وذات المواصفات الممتازة لأن مصلحة البلد لا تهمه وكل مايهمه هو الكسب والثراء على حساب المواطن ولهذا فهو يبحث عن السلع الرخيصة والرديئة ليغرق بها السوق تحت اسم من أعطاه اسمه.. وفي سوقنا المحلي الكثير من الشواهد التي تدل الأعمى وليس المفتح على ذلك فأي متجر أو بقالة أو دكان تجد كل من يعملون فيه من جنسية واحدة ولا وجود لجنسية أخرى معهم ولا وجود لسعودي في ذلك المحل أو المعرض فيجب أن تكون لديك القناعة واليقين الكاملين بأنه يعمل بنظام التستر وأن ليس للسعودي فيه إلا الترخيص المعلق في المحل وملاليم يقبضها في نهاية كل شعر أو عام. هذه حقيقة يجب أن لا نلف أو ندور عليها ولهذا تحولت أسواقنا إلى مكب لأردى السلع في العالم والتي لا يمكن أن يسمح ببيعها وعرضها حتى في أسواق الدول التي صنعتها لتصديرها لسوقنا المستعد لقبول مثل هذه البضائع. .. وقد جاءت ندوة "الثلاثاء" بالجريدة قبل ثلاثة أسابيع لتؤكد هذه الحقيقة حيث أكد الوفد الصيني الذي تمت استضافته في الندوة على لسان السفير الصيني في المملكة بأنه وجد بضائع صينية في أسواق المملكة لم ير مثلها في بلاده وهي المصنعة لها وعزا وجود هذه السلع الرديئة في سوقنا المحلي بسبب مواصفات تجارنا الذين يطلبون من المصانع الصينية أردى البضائع مواصفات وهذا الكلام ليس من عندي وإنما هو بشهادة شاهد من أهلها.. ولهذا يجب قبل أن نلعن البضائع الصينية ونعتبر يوم دخولها إلى سوقنا المحلي يوماً أسود يجب أن نحاسب تجارنا الذين يأتون بتلك البضائع الرديئة ونضرب على يدهم بحزم وأن نمنع من تثبت إدانته بهذا الغش والتدليس من العمل التجاري نهائيا لأن هذا غش للأمانة في العمل واستغلال للمواطن يجب ألا نسمح به بعد اليوم.. فكل مايصيب المواطن من أضرار وخسائر صحية ومادية هو في ذمة وزارة التجارة والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس ماضيا وحاضرا واللتين لا تزالان نائمتين عما يغرق سوقنا المحلي من بضائع مقلدة آخرها مايأتينا عن طريق "دبي" من عطور ذات ماركات عالمية مشهورة جميعها مقلدة ومغشوشة واللي مايشتري يتفرج والله المستعان.