أقرّبُ هذه الفكرة إلى من سيقومون على هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهي لا تُكلّف الكثير لكنها تعني الكثير. الفكرة إعداد مدونة تكون زيّاً مُعتمداً يلتزم به القادمون على تولّي إعداد وقراءة النشاط المسموع. تلك المدونة موجودة في كل مؤسسة إعلامية كبُرتْ أو صغُرتْ في عالم النشر قراءة وسماعاً ورؤية يسمونها في الغرب (ستايل Style) – نهج يلتزم به المحررون والمذيعون ومعدّي البرامج وقارئي أخبار المناسبات. مسألة النهج أو الطريقة موحّدة تكاد تُعرف بها الوسيلة الإعلامية. وتوحيد طرق الاسترشاد والبحث اللغوي أيضاً. فهذه تستعمل قاموس ويبستر مثلا. وأخرى قاموس أكسفورد بما يتبعهُ من معاجم مرادفات واشتقاقات وصوتيات. ولا يُشجع العاملون على اقتناء غيرها داخل العمل، حتى لا تختلف الشروح. والمسميات في صفحة واحدة، أو ربما دخل معنيين لمفردة واحدة. فالنمط (ستايل) إذا تلتزم به الوسيلة وعلى الكاتب والقارئ أن يفهم ذلك ويتدرّب عليه قبل استلامه الوظيفة ومواجهة الجمهور أو القرّاء. وفاة الشيخ السبيل رحمهُ الله قبل أسبوع جاءت في الأخبار. ولاحظتُ أن القليل من نشرات الأخبار نطقت اسمه الصحيح. وقبلهُ الشيخ العثيمين- رحمه الله -. فقد جاء الخبر - من بين الوسائل الأخرى - على لسان مذيع من محطة تبث من الخليج وتموّل سعوديا هكذا: محمد صالح التميمي الوهابي. لأن لا المذيع ولا المعدّ عنده فكرة عن أسماء الناس في هذا البلد، ولو كان عنده المنهج (الستايل)، أو عند مديره لدفعته مهنيته إلى الرجوع إلى ما يحول بين المحطة وبين سخرية الناس. ومن حكايات التزام المطبوعات الغربية بالنهج المتبع داخل الوسيلة الإعلامية أن اسم مكةالمكرمة كان ولمدة طويلة من الزمن يُكتب هجائيا هكذا (Mecca). وقرابة أوائل الستينات من القرن الميلادي الماضي جاءت شركة موسيقى ورقص وغناء في بريطانيا واختارت الاسم علامة تجارية لمنتجاتها. وبعد رواج الاسم حاولت جمعيات إسلامية إقناع المستثمر لكنهم لم يجدوا طرقاً قانونية تُلزمهُ. وكانت إن اختارت الدول الإسلامية تغيير الاسم هجاء ليصبح (Makkah). حتى يمكن التفريق بين اسم مهبط الوحي واسم شركة تستثمر بالغناء. لكن الصحافة الغربية ظلت تكتب الاسم حسب ما درج عليه النمط الصحفي، وما أدرجته القواميس والخرائط.