غادر الرئيس العراقي جلال طالباني مدينة الطب، فجر امس متوجها الى المانيا لاستكمال مراحل علاجه اثر تعرضه الى جلطة دماغية. واكدت مصادر طبية عراقية وجود تحسن طفيف على حالته الصحية،مشيرا الى ان الرئيس العراقي بدأ يستجيب للعلاج. وحرك يده ويشعر بالألم. واضاف المصدر ان ثلاثة فرق طبية من المانيا وانكلترا وايران وصلت بغدا.د وتوافقت تقاريرها الطبية مع تقرير الاطباء العراقيين. وشكر بيان للرئاسة العراقية الكوادر الطبية والقيادات السياسية والدينية. وأثارت الوعكة الصحية الخطيرة التي ألمت بطالباني /79عاما/ تساؤلات في الشارع العراقي عمن سيخلف طالباني في المنصب في حال شغوره، لأي سبب بما في ذلك عدم القدرة الصحية للرئيس الحالي، على ممارسة مهامه بعد تعافيه. وليس من المتوقع أن تثير مسألة اختيار خليفة لطالباني أزمة على المستوى السياسي في البلاد، حيث إن المنصب من حصة كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، وعلى وجه الخصوص حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة طالباني، في حين تم اعطاء رئاسة الحكومة للشيعة العرب ورئاسة البرلمان للسنة العرب، وبالتالي ليس هناك أي تخوف لدى الأكراد من خسارة المنصب. غير أن تساؤلات الشارع ركزت على مدى توافق المكون الكردي على تسمية من سيخلف طالباني في حال شغور المنصب. ويقول كمال رؤوف وهو مراقب سياسي ورئيس تحرير صحيفة «هاولاتى» الكردية: «ما من أحد داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني يستطيع ان يخلف جلال طالباني» في حالة شغور المنصب. ويضيف:»لا يستطيع أحد الحفاظ على التوازن في داخل الحزب كما لا يستطيع أحد أن يجيد التوازن السياسي في هذه الظروف التي يعيشها الإقليم وبغداد». وتابع «أما بخصوص منصبه الحكومي المتمثل برئيس الجمهورية يمكن ان تكون الحظوظ لنائبه الثاني داخل الحزب برهم صالح لشغل المنصب رغم ان هناك معارضة داخل الحزب لاعطاء المنصب إليه». وأوضح ان «الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني يرغب أن يأتي مرشح من عائلة طالباني لرئاسة حزب الاتحاد الوطني الحزب لكي يكون الاتحاد الوطني حزب العائلة مثل حزبهم او اذا لم يستطع ذلك، يمكن ان يدعم برهم صالح ولكن فرصة برهم قليلة جدا من داخل حزبه». واختتم بقوله «حزب الاتحاد الوطني غير مستعد للتنازل عن منصب رئيس الجمهورية لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني، حسب اتفاق مسبق بين الجانبين بأن يتولى الديمقراطي رئاسة الاقليم والاتحاد الوطني رئاسة العراق». يشار الى ان برهم صالح من مواليد مدينة السليمانية عام 1960وهو من اكثر الاسماء المطروحة حاليا لخلافة طالباني في المنصب في حال شغوره وسبق ان انضم الى حزب الاتحاد الوطني عام 1976وغادر العراق الى بريطانيا بعد تعرضه للاعتقال إبان حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واستمرار الملاحقة وتولى منصب رئاسة العلاقات الخارجية للاتحاد الوطني في لندن وادارة مكتب الحزب بالولايات المتحدة. كما شغل منصب رئيس حكومة اقليم كردستان بين عامي 2001-2004 وتولى منصب وزير التخطيط في اول حكومة بعد الاطاحة بصدام حسين، عام 2005 ونائبا لرئيس الوزراء عام 2006، وعاد ليشغل منصب رئيس حكومة اقليم كردستان في 2009. ويتمتع برهم صالح بعلاقات كردستانية وعراقية وإقليمية ودولية واسعة كونه سياسيا معتدلا ومنفتحا على جميع التيارات السياسية في البلاد. وفي حال حصول فراغ في منصب رئيس الجمهورية يتولى نائب الرئيس خضير الخزاعي/ شيعي/ المنصب لمدة 30يوما يمارس جميع الصلاحيات الممنوحة للرئيس، ويتولى البرلمان خلال هذه الفترة اتصالاته لتسمية رئيس جديد لاشغال المنصب.