في الجولد كوست بأستراليا خي ل لي أن أجيالا من المهندسين الزراعيين والمعماريين قدروا أن يصنعوا على سطح الأرض من التكوينات الجمالية المبهرة تلك الإعجازات المثيرة لعاطفة حب المكان حتى تكون المرأة مجرد زهرة متواضعة الصفات بين مختلف الزهور التي تتناوب دفع تلك الجسور من شذى العطر في أنوف الحائرين في اختيار الأجمل بين تلك المذاقات.. وشبه الإسورة الخضراء حيث تتمازج أسراب النعام حول جوهانسبرج في جنوب أفريقيا وتتماوج انحدارات الأعشاب كاستدارات ناهدة بين خصلات فروع الأشجار ,وتعدوان بمرح طافح مع انتشار الفراشات امرأة سوداء وأخرى بيضاء كل منهما تريد أن تكون بجمالها سيدة المكان , إلا أن الأمر يصبح متعذرا في عيون الرجال حيث يستأثر المكان بالجمال فتكون له عاطفة شوق أملا في عودة أخرى.. لندن وباريس وجنيف تحتضن كل منها إبهار الجمال البشري في مشاوير الأسواق, أما عندما ينعتق الرجل الى فضاء الريف على بعد بضعة أمتار من أسوار المدن فإنه ينقاد سريعا إلى جمال طبيعة ترسل على كفيه هتان قطرات المطر مثلما يتوالى نقر العصافير على اكتنازات الكروم وكأنها تتمثل إيقاعا ألذ على شفاه لها امتقاعات الكرز وسلاسة توغل عطر الجاردينيا في دفء الأنفاس.. أنا يا سيدتي.. من قضى أعواما طويلة يبحث عن جمال المكان في صحاريه فلم يجد إلا ما افتعله الإنسان تجميلا لوجوده الحضاري المشرق.. الأرض كالأم الرؤوم.. لم تتجمل له.. ولكنها أعطته من جوفها ذلك الإنجاب الأثمن.. نثرته على سطح يمتلئ بنتوءات الصخور وحفيف الأشواك الجافة وانثيال أمواج الرمال.. الأرض جافة بأكثر مما يجب لكن صنع الإنسان كل مجال للاخضرار والقرميد والإزهار والطيور على امتداداتها الرحبة.. ثم من خياله غرس حدائق التجميل وحر ك شخوص الأداء لأدوارالعشق ومواسم المطر وحفيف شالات الصبايا.. لم تكن موجودات الأرض هي التي تغري بحب المكان لكن امرأة أشرقت بأفق جديد تلونت به كل التكوينات بكل موحيات سيدة العشق.. كان للصوت ترنيمة طرب.. وللأهداب استفزاز إيحاءات ليل.. وللهمس تداخل مدارات دفء.. لقد أزهر المكان بعد ارتواء تلك المسام التي تنفست وامتصت مطرغيوم العشق.. أصبح المكان امرأة لها إغراءات احتواء انحناءات السهول ولدونة انثيالات الرمال وشموخ استدارات الأكام التي تشرئب عليها أعناق الظباء.. إن المكان ليس هو ذلك الابتذال في تعدد الجماليات ولكنه ذلك الشغف الواله في تلك السهوب والآكام والرمال شوقا الى ربيع يأتي به المطر.. من السماء الذكورية الدلالات حيث يتوالى توقد القمر.. إنها كل دلالات حب المكان مثلما هو يبقى جفافا وصخورا وأشواكا بدونها.. تلك التي هي أنت .