يعيش الاتحاد الاشتراكي في المغرب على وقع انقسامات خطيرة تعكس الأزمة التنظيمية العميقة التي سقط فيها هذا الحزب العريق منذ فترة. ويجتمع ما بين 14 و16 الحالي بمدينة بوزنيقة، قرب العاصمة الرباط 1780 اتحادي مؤتمر لانتخاب كاتب أول جديد للحزب خلفا لعبدالواحد الراضي الذي أعلن اعتزاله العمل السياسي. وقال الراضي خلال كلمة وداع إنه سيغادر وهو مرتاح ومطمئن على مستقبل الحزب. لكن يبدو أن مستقبل هذا الاتحاد الاشتراكي الذي تأسس سنة 1959 بعد انشقاق عن حزب الاستقلال لا يطمئن جميع مناضليه. فقد عرف المؤتمر صراعات قوية بين أنصار المتنافسين الأربعة على خلافة الراضي (الحبيب المالكي، إدريس لشكر، أحمد الزايدي وفتح الله ولعلو) كما عرف احتجاجات قوية من شبيبة الحزب التي اتهمت زعماءه بالخروج عن مبادئ الحزب وقيادته إلى "الإفلاس" السياسي بعد 13 عاما من المشاركة في الحكم. وتعتبر الشبيبة الاتحادية أن مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكم كانت خطأ فادحا اتخذته قيادته ساهمت في إضعافه وتراجه شعبيته على المستوى الوطني. ويُنتظر أن ينتخب المؤتمر اليوم كاتبه الأول الجديد الذي ستكون مهمته جد صعبة لإخراج الاتحاد الاشتراكي من دوامة الصراعات التي ظل يعيشها منذ فترة وتهدد بحدوث انشقاقات جديدة في صفوفه.