تعرض القناة السعودية هذه الايام حلقات وثائقية عن تاريخ دورة كأس الخليج العربي منذ انطلاقتها الاولى في مملكة البحرين الشقيقة عام 1390ه. بيد ان الملاحظ في اعداد مادتها واختيار ضيوفها من اللاعبين والرياضيين المشاركين في تلك الدورات ان الميول لناد معين طغى فيما يبدو على الامانة التاريخية وبالذات في اختيار اللاعبين القدامى للحديث عن تلك المناسبة والمشاركة السعودية في هذه المسابقة على مدى 44 عاماً. اذ لم نر ظهوراً لكابتن المنتخب السعودي في الدورة الاولى سلطان بن مناحي (شفاه الله) ولا حضوراً لمهاجمي المنتخب المعروفين ناجي عبدالمطلوب ومحسن بخيت بجانب المدافع عبدالله فودة (العمدة) وهي اسماء هلالية عملاقة خاضت غمار دورات الخليج في بطولات مختلفة خصوصاً الدورات الثلاث الاولى في البحرين 1970 والرياض 1972 والكويت 1974 وسأركز هنا على مسألة تغييب الكابتن سلطان بن مناحي وحجب ظهوره في الحلقات التاريخية الماضية وهو اول قائد للمنتخب السعودي في تاريخ دورات الخليج خلال خليجي (1) بالبحرين فقد سبق لسلطان ان تحدث بإسهاب عن تلك المشاركة في إحدى حلقات برنامج سيرة قبل سنوات معدودة ومادته محفوظة في ارشيف التلفزيون واذا افترضنا ان ظروف ابن مناحي الصحية حالت دون ظهوره في الحلقات الماضية – واشك في ذلك – كان بإمكان المشرف على الاعداد وهو عاشق نجوم "الزمن الجميل" الزميل عادل عصام الدين والمعد الزميل غانم القحطاني العودة الى تلك المادة الارشيفية الثرية بمعلوماتها التاريخية التي تحدث عنها سلطان وعرض مقتطفات منها وبالذات فيما تطرق اليه من جوانب المشاركة ومبررات الاخفاق وهو الكابتن المحنك والعارف ببواطن الامور! لا ننسى في هذا الصدد موقفاً سلبياً اخر من التجاهل تعرض له ابن مناحي حينما تلقى قبل سنوات دعوة لحضور حفل تكريمه في خليجي الإمارات بجانب النجم المونديالي السابق فؤاد انور وحرص سلطان على الحضور برغم متاعبه الصحية بل واصر على الذهاب متوكئا على عصاه بعدما رأى من احد المسؤولين باتحاد الكرة موقفاً سلبياً اثار امتعاضه في محاولة يائسة لثنيه عن حضور حفل التكريم بإلغاء حجز مقعد سلطان على الرحلة وسبق ان اشرنا في "الرياض" الى هذا الموقف في حينه ودار لغط وجدل واسع حول ذلك المدير الذي يميل لناد منافس للهلال واتهمه ابن مناحي بمحاولة عرقله سفرة. لقد كنا نتمنى لو ان تلك الحلقات الوثائقية لم تهمل نجوماً اخرين من اندية اخرى فقد افردت لمهاجم النصر السابق محمد سعد مساحة عريضة للحديث ورصيده هدف واحد في الدورة الأولى وتم تجاهل نجم الشباب (الصاروخ) الهداف في الدورة الثانية والثالثة وافردت مساحة لنجم النصر السابق ناصر الجوهر والمفروض ان تكون لنجم اسطورة مثل (الغراب) الذي ابدع في اول ثلاث دورات خليجية وظهر حديثه لثوان معدودة! فلو حملوا كاميراتهم الى ابن مناحي "شفاه الله" في منزله والى الحارس العملاق سالم مروان "شفاه الله" في المستشفى كلفتة وفاء وتقدير لما قدموه في هذا العمل الوثائقي حتى لو لم يتحدثوا لكان اجدى ان نتذكرهم في زمن الجحود والنكران لنجوم الأمس الرياضي. فهذا في رأيي افضل من ان يحملوا كاميراتهم خارج الحدود بحثاً عن انتداب في مصر ليتحدث لهم مدرب منتخب الكويت السابق طه الطوخي عن اشرافه على "الازرق" في خليجي (1) وطنشوا كابتنهم في تلك الدورة لمجرد انه هلالي!!