(1) سألوني لماذا سافرت ؟! فعقد لساني عن الجواب.. وبعد فينة من الزمن قلت : هربت لان في مدينتي تأتي الأشياء ناقصة فامتلكت النقص وبحثت في سفري عن كمالها. (2) مدينتي تعرفني جيدا... فلا أعتقد انها نست دموعي وأوجاعي.. ولا أظن إنها نسيت ذاك الجرح الذي اوصلني لمطارها... ولا اعتقد إني قادر على ان انسى اسمها لاني في لحظات تمر اجد نفسي احتاج للكتابة وقديما قالوا ان الالم يصنع صدق الحرف! (3) سأسافر كثيرا فمن احبهم كثيرا قد سافروا عن دنياي ! (4) يسألوني دائما لماذا احرفك حزينة ؟! فأجبتهم : لاني منذ ولدت لم اكن اعرف ان هناك طريقا اخر غير طريق الحزن ! (5) يستمتعون في حياتهم ويبتسمون وحين احاول ان اقلدهم اجد وجهك امامي! (6) ربما كان الحب اكذوبة فترة من فترات العمر، ولكن حبي لك هو اصدق فترات عمري ! (7) لا احد يدرك ما في صدري وأخاف أن اموت ولا يموت ما في صدري. (8) سألوني الن تعود اليها ؟! قلت لن اعود ابدا فانا لم اغادر مكانها ابدا! (9) من لا يعرفني وجلس معي فينة من الوقت سألني: امررت بحالة حب ؟ قلت له: ان حياتي كلها مجرد حالة! (10) يا رب ارحمني ففي رحمتك راحتي.. يا رب ارحمني من كل من يعرفني، فخلقك يا الله اجادوا معي كل شي عدا الصدق! (11) انني اعذركم جميعا.. فقد يجبركم الزمن ان تنسوا من احبكم بصدق ولكني أنا اقوى من الزمن حين يحاول ان ينسيني وجوهكم ! (12) كل المدن التي احببتها تتشابه بما يختلف عن مدينتي! (13) يا رب لماذا في مدينتي يجب علي لي ان اقترف الخطأ لأجد الصواب! (14) محطات حياتي... حقيبة ممتلئة بملابسي وشيء من أحزاني.. ومطار أعرفه جيدا.. وحقيقة أدركها ولا أجدها.. ووجوه لا تعرفني ووجوه تحتضني... ودمعة في عيني ترفض النزول... وورقة وحرف وحكايات تذهلني... وكتاب سريعا ما افتحه وسريعا ما اغلقه... ولسان يتذوق الطعام ولا يعرف الكلام... وأنا حيث يكون الرحيل أكون... (15) سكنت نفسي حين لفظتني كل الأماكن الجديدة ! (16) أنا لست معقد ولا في داخلي مشاكل نفسية ولكني أرفض ما تسعون اليه وترغبون، أرفض أن أتبع اليوم ما سوف اندم عليه غداً، أرفض أن أكون العوبة بيد عدوي، أرفض أن أنام وهناك سجل حافل بالضياع قد سجل في سجلاتي! فاحترموا خوفي من الذي خلقني واحترموا احترامي لنفسي! (17) قبل أن يأتي الفرح لقريتي أصاب قريتي مرض الخرص! فما عاد للفرح انشودة في شفاه أهل قريتي! (18) علمتني الكذب وحين اردت ان اكذب صدقت بقولي! (19) مزقي كل رسائلي فيكفي أن قلمي قد استمد الفخر وكتب لك. (20) ربما كنت اكذب ولكن كذبي كان يحاول أن يجمل أشياء بداخلي كانت محطمة. (21) حين أكتب لك أدرك جيداً أنه لن يأتي ردك، ولكني أرحم قلبي فأسمح ليدي أن تكتب لك! (22) حين فكرت أن أهرب منها، هربت منها ببساطة، حتى إنني وجدت نفسي عند بابها!