حلّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المرتبة الأولى عربياً، والسابعة عالمياً في قائمة فوربس ل(أقوى الشخصيات العالمية تأثيراً)، وهي قائمة سنوية تعدّها مجلة فوربس، لمعرفة أقوى الشخصيات نفوذاً في العالم. وقد ضمّت هذا العام 71 شخصية من زعماء دول وشخصيات دينية مرموقة، ومؤسسي مشروعات، وغيرهم ممن يمتلكون النفوذ والسلطة لتغيير العالم. وتم اختيارهم وفق منهجية ومعايير محدّدة، تم من خلالها تعريف القوة والسلطة ضمن أربعة أبعاد، وهي: النفوذ: ويأتي متزامناً مع السلطة والصلاحيات التي يحظى بها الشخص، والممتدة بأثرها إلى أكبر عدد من الأشخاص. وتعطي هذه الصفة ميزة مهمة عند قياس التأثير؛ إذ يُنظر إلى مدى تأثيره على الفئة التي تتبعه، سواء أكان معنوياً أم مادياً. ومن المعروف أن خادم الحرمين الشريفين يمثل رمزية دينية لأكثر من 1.5 مليار مسلم في العالم؛ فهو الحريص دائماً على مراعاة الشؤون الإسلامية، وصاحب المبادرة الخاصة بتوسعة الحرمين الشريفين بكلفة بلغت 80 مليار ريال حتى الآن، والتي نالت استحسان مسلمي العالم ورضاهم. تقييم الثروة المالية التي يتحكم بها: من المؤكد أن للقوة المالية أثراً كبيراً في تمكين الشخص من إحداث تأثير واسع عالمياً، وبكيفية استخدامه وإنفاقه لهذه الثروة، ومدى نصيب العمل الخيري منها. أما لدى رؤساء الدول فإن للناتج المحلي الإجمالي دوراً كبيراً في تحديد قوة التأثير عالمياً، أو ضمن المنطقة التي توجد فيها الدولة. وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي في السعودية 577.6 مليار دولار في نهاية عام 2011، فضلاً عن امتلاكها 20 % من احتياطي النفط المكتشف في العالم. ومن المتوقع أن يكون الفائض في ميزانية الحكومة السعودية 493 مليار ريال في عام 2012، مع وصول حجم الإنفاق إلى مستوى 746 مليار ريال حسب تقرير شركة الراجحي المالية للعام 2011. التأثير الملحوظ على المستويات جميعها: وهذا ما يمثله الحضور الدائم للسعودية في تقديم يد العون إلى الدول العربية والأجنبية - وفي أكثر من مناسبة - لمساعدتها على تجاوز الكوارث الطبيعية والأزمات السياسية، إلى جانب العديد من المبادرات الإنسانية. وقد تمثلت مثل هذه المساعي مؤخراً بحملة التبرعات التي أطلقها خادم الحرمين لنصرة الشعب السوري، وداعياً إليها بتبرعه البالغ 20 مليون ريال إضافة إلى العديد من الحملات الإنسانية التي قادها خادم الحرمين الشريفين. ممارسة التأثير بفعالية: قد يملك الكثير من الناس الميزات السابقة، لكن دون ممارسة أي نوع من التأثير الملموس، فلا تجدهم يظهرون على نحو واضح في حياة الناس، لذلك فإن كيفية الممارسات متعلقة بمدى تأثيرها، وحجم التغيير الذي تحدثه على الآخرين، كما يقاس مدى التأثير بحجم الفئة المستهدفة. وما كان لخادم الحرمين الشريفين أن يصل إلى صدارة القائمة، لو لم يكن قد جمع هذه الصفات كلها في شخصه الكريم، والتي تدل عليها شعبيّته الممتدة محلياً وإقليمياً وعالمياً. وتمثلت في دعواته إلى الصلح وفي المبادرات العديدة التي أطلقها تجاه الدول الأخرى؛ تلك المبادرات الشجاعة التي تكاد لا تحصى، واشتهر بها لترسيخ الأمن والسلام في كل بقاع الأرض، وتعزيز رخاء ورفاهية أبناء البشرية جمعاء، معتمداً في ذلك على المكانة الاقتصادية والسياسية والدينية المهمة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، والتي ازدادت رسوخاً خلال السنوات الماضية، بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة. ولأن القوة والسلطة لا ترتبطان بالثراء، فإن الانتساب إلى القائمة هو لمن يمارس نفوذه بفعالية، وللقادر على إحداث التغيير في العالم نحو الأفضل، كما هي منهجية فوربس. أما نحن، فنرى أن حقيقة هذه القوة، وذلك التأثير الساحر لشخص الملك عبدالله وسلطته، يكمنان في محبة الناس له؛ إذ سكن القلوب بأصالته وعروبته وإنسانيته.. *رئيس تحرير مجلة فوربس الشرق الأوسط