وصف خبير في البنك الدولي جورج زوين أن التراث العمراني أداة للتعبير عن الهوية "إرث وتمثيل مرئي لماضينا، ومصدر للدخل، وهو عامل جذب للمقيمين والسياح، كما أن المحافظة على التراث المعماري مُكلِفَة إن لم تكن إعادة استخدامه مُلائِمَة.." جاء ذلك خلال حديثه في ورشة عمل نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن الفعاليات المصاحبة لملتقى التراث العمراني الوطني بالتعاون مع غرفة الاحساء حول "الاستثمار في مجال التراث العمراني" ممارسات إقليمية ودولية مميّزة في تمويل المحافظة على التراث المعماري: تطبيقات محتملة للمملكة العربية السعودية" بحضور وكيل المحافظة خالد بن عبدالعزيز البراك. وقال زوين: تمكنت شركة في البرتغال من توظيف التراث في اقتصاد المنطقة، وتوزيع الاستثمارات على جميع أنحاء المِنطقة، فضلاً عن تحسين العرض السياحي والضيافة في مرافقها، وتنظيم جولات خاصة لتنويع العرض السياحي، وتسويق الإنتاج المحليّ التَقليديّ في مجالي الزراعة والحرف" واصفا تجربة فرنسا في سن قوانين لحماية التراث العمراني بقوله: نجح قانون مالرو في إنشاء مناطق حماية التراث العمراني والمعماري، مع خطَّة لحماية وتنمية هوية المدينة، علاوة على ربط التخطيط المدني بحماية التراث المعماري والاقتصاد، ومنع تدمير الأحياء القديمة والتراثية، كما أصدرت دليل ترميم الأبنية والأحياء، وقدمت قروضا مسهَّلة وحوافز ضريبيَّة مع مساهمة القطاع العام". وتحدث يوسف الزنيدي عن تجربته في استثمار التراث العمراني، وذلك عبر تحويل منزله في عنيزة بمنطقة القصيم إلى نزل تراثي.. حيث يسعى المشروع للمحافظة على التراث العمراني، وتحقيق معايير الاستثمار في التراث العمراني، وقال بأن النزل التراثي يحظى بتفاعل من المجتمع، حيث استقبل 3500 زائر. وفي ورقته استعرض المهندس عبدالله الشايب تجربته في تأسيس مركز النخلة للصناعات الحرفية قائلا: يعد مركز النخلة للصناعات الحرفية مساهمة حقيقية من القطاع الخاص في مجال تدريب الحرفيين ورفع كفاءتهم لتطوير المنتجات الحرفية وزيادة عدد الحرفيين، ومبادرة في تأسيس المراكز التأهيلية لتدريب الحرفيين السعوديين من ذكور وإناث وصقل مواهبهم الإبداعية ونشر ثقافة الاقتناء والاعتناء بالصناعات الحرفية.. مشيرا إلى أن المركز يسعى إلى التعريف بالصناعات الحرفية ومدى أهميتها الحضارية والتاريخية وذلك بإقامة المحاضرات والندوات، والمحافظة على بقاء الصناعات الحرفية ماثلة حية عن طريق توفير المواد الخام والأدوات المستخدمة والأيادي المدربة، علاوة على تطوير الصناعات الحرفية بحيث يكون المنتج الحرفي قابلا للتسويق التجاري والسياحي.