استطاعت فروع وزارة التجارة والصناعة بمختلف المناطق أن تذلل وتسهّل الخطوات التي تمكن المواطن من الحصول على سجل "تجاري" في فتره قياسية قد لا تتجاوز (10) دقائق، حيث رصدت "الرياض" خلال زيارتها لفرع وزارة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية سرعة إنجاز المعاملات المختلفة، إضافة إلى استحسان المواطنين والمراجعين للجهود القائمة في الفرع، التي تبدأ من سحب رقم الانتظار ثم تعبئة النموذج استعداداً لتقديمه برفقه المستندات المطلوبة، والانتهاء بأسرع وقت ممكن. واتجه فئة لا بأس بها من شباب اليوم نحو "الأعمال الحرة"، دون أن ينتظروا فرصة "وظيفة حكومية" ربما تأتي أو لا تأتي، الأمر الذي جعل فروع وزارة التجارة تستقبل أعدادا جاءت لفتح "سجل تجاري"، يساعدها على مزاولة أعمالها الشخصية، رغبةً منها في خدمة الوطن في أي اتجاه. إن أغلب جيل اليوم ينتظر الوظيفية الحكومية على أمل أن تحل جميع إشكالاته، إلاّ أنهم لا يدركون أن "جلسة المكتب" ربما قتلت فيهم الطموح والتقدم، فما نشاهده في الوقت الحاضر وعبر السوق المحلي من نماذج رائعة واصلت نجاحها بين فترة وأخرى، إلاّ دليل واضح على أن العمل الحر أجدى وأنفع، فهو لا يُثني العزيمة، بل يجعل الفرد منتجاً ومتطلعاً باستمرار، على عكس من يفضل المكتب واستلام الراتب في نهاية كل شهر!. طموح وعمل وأكد المواطن "وضاح عبدالله علي" أن الخدمة المقدمة في فرع المنطقة الشرقية تُعد جيدة جداًّ، حيث سرعة الانجاز ومرونة التعامل، مضيفاً أنه لا يتأخر كثيراً في الانتهاء من تنفيذ معاملاته، مشيراً إلى أنه سحب رقم الانتظار وكان أمامه عدد قليل لا يتجاوز أربعة أشخاص، ما يؤكد على أن الخدمة تسير بشكل سريع، مبيناً أن هذا ليس بجديد بالنسبة له، حيث يُراجع الفرع من فترة إلى أخرى، وجميع معاملاته تنتهي في وقت وجيز. وأضاف: "أنصح شباب اليوم بالإتجاه إلى الأعمال الحرة، فما نشاهده من تسهيل إجراءات فتح "سجل تجاري"، يُسهّل على الفرد الإتجاه نحو السوق المحلي، لافتاً إلى أنه ذو طموح لا يتوقف، متمنياً أن يوفقه الله فيما اتجه إليه. مرونة عالية وامتدح "ماجد العوبثاني" ما يقدمه فرع الشرقية من خدمات غير متوفرة في فروع أخرى ك"تصوير" المستندات مجاناً، وهي التي توفر الكثير من الوقت والجهد على المراجعين، الذين يكتشفون أن مستنداتهم ناقصة، وهو ما سيجبرهم على البحث عن مركز تصوير وسط الزحام المروري، ما سيجعل الإجراءات تتعطل وتتأخر، مضيفاً أن هناك مرونة عالية لدى الموظفين في الفرع تستحق الشكر والتقدير، مطالباً أن يكون هناك استبيان يتيح لإدارة الفرع التعرف على انطباع المراجعين حول أداء الموظفين، بهدف الإعلان عن أفضل موظف في الشهر، وذلك لتحفيزهم وتشجيعهم على رفع أدائهم. وأضاف أن دخوله العمل الخاص يأتي من رغبته في خدمة الوطن في أي مكان، مبيناً أن ما يشاهده من تحقيق العمالة الوافدة هوامش أرباح عالية في سوق المملكة، جعله يدخل وبقوة لاستثمار طاقته في تحقيق المكاسب. فتح «سجل تجاري» يعكس رغبة الشباب في دخول التحديات وخدمة الوطن في أي اتجاه صرّافات آلية وعلى الرغم أن فرع وزارة التجارة والصناعة بالشرقية يحتوي على شباك للخدمات المصرفية لأحد البنوك، إلاّ أن بعض المراجعين طالبوا بوجود صرافات آلية لمختلف البنوك الأخرى، مما يساهم بسرعة تنفيذ عمليات التحويل من الحسابات الشخصية باستخدام خدمة "سداد"، دون الحاجة للخروج من الفرع لمن لا يملك حساب للبنك الموجود. وأشار "محمد آل خشيبان" إلى أن شباك البنك الموجود في فرع الوزارة بالشرقية يشهد في بعض الأحيان زحاماً شديداً، خاصةً عندما يشتكي النظام الآلي للبنك من بعض البُطأ، مُشدداً على أهمية وجود صرافات آلية لمختلف البنوك بما يساعد المراجع على التحويل والسداد بشكل أسرع وآلي، مضيفاً أن ما شاهدته من نماذج رائعة في السوق المحلي جعله يُفكر في ممارسة أحد الأعمال، وهو ما أوجده هنا لفتح "سجل تجاري". تهويل خاطئ وأكد "محمد بن سعود الثواب" -مدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية- على أن بعض مكاتب الخدمات تُهوّل موضوع استخراج السجل التجاري في عيون المواطنين، ما يجعلهم يتخوفون من زيارة الفروع وتوكيل غيرهم لانجاز إجراءاتهم، وهو ما يتضح لدى الكثير من المراجعين، الذين يحملون تصور مسبق أن الإجراءات معقدة، بل وتحتاج إلى "واسطة"، أو شخص بخبرة كبيرة لانجازها، مضيفاً أنهم لا يتأخرون عن (20) دقيقة كأسوأ تقدير. وأضاف أن هناك صندوقا للاقتراحات والملاحظات في الصالة، إضافةً إلى وجود لوحات تطلب من المواطنين والمراجعين التوجه بشكل مباشر لإدارة الفرع، لتقديم أي ملاحظات أو اقتراحات لنعمل على معالجتها، موضحاً أنه في حال ملاحظتهم أن المسؤولين في الفرع لا يتعاملون بالشكل المطلوب مع اقتراحاتهم، فعليهم التوجه مباشرة إلى وكيل الوزارة. مبنى جديد وطمأن "الثواب" جميع المراجعين أن العمل على إنهاء المبنى الجديد للفرع يجري على أفضل ما يُرام، حيث من المقرر أن ينتهي خلال عام ونصف، وهو ما سينهي مشكلة مواقف السيارات المحدودة، إضافةً إلى احتوائه على العديد من الخدمات والمرافق التي تساعد على تسهيل تنفيذ الإجراءات على الموظف والمراجع، شاكراً ومقدراً جميع المراجعين الذين يقدمون ملاحظاتهم بهدف تحسين الأداء، موضحاً أن هناك نظاما آليا من قبل مركز المعلومات بالرياض يرصد وبشكل دقيق إنجاز جميع الموظفين؛ لمعرفة عدد المعاملات التي نُفذّها كل موظف لتقييمهم، مشيراً إلى أن متوسط حجم الانجاز اليومي يتراوح ما بين (160- 180) طلب تتوزع على استخراج سجل جديد أو تجديد أو إضافة وتعديل نشاط، وذلك بالنسبة للأفراد والشركات. تصنيف نشاطات وأوضح "الثواب" أن من المتطلبات الأساسية لاستخراج السجل التجاري أن يكون المتقدم متفرغاً، أو ليس على رأس وظيفة حكومية، فيما يتطلب أن يرفق موافقة من مرجعه في حال كان موظفا أهلياً يفيد بعدم ممانعته أو تعارض عمله مع النشاط الذي يقدم عليه، مضيفاً أن الموظفين يعملون على تدقيق النموذج المقدم من المراجع بعد تعبئته، والتأكد من استيفاء جميع بيانات المستندات، مع عدم وجود أي معوقات تحول دون الحصول على السجل، التي تتمثل بعدة أمور؛ كعدم ملائمة المهنة، أو عدم توفر الطلبات التي توائم الأنشطة، لافتاً إلى أن هناك تصنيفا موجودا لدى وزارة التجارة لأكثر النشاطات طلباً من قبل المراجعين، فيما يتم دراسة أي طلب جديد غير موجود في التصنيف لإعطائه الموافقة من عدمها. وذكر أنه يتزايد طلبات التعديل أو التنازل عن السجلات التجارية، رغبةً بالحصول على مكافئة "حافز"، التي تشترط عدم امتلاك المتقدم لأي سجل تجاري، أو كونه على رأس العمل. خلاصة المُشوار هناك الكثير من الشباب يتطلع إلى الدخول في السوق المحلي وبقوة، وما تقديمهم على إصدار سجل تجاري إلاّ دليل واضح على ذلك، مما يعكس أن أبناء المملكة لم يعد يلتفتوا إلى الوظيفة الحكومية، فكل ما يشغل تفكيرهم هو إثبات أنفسهم، والحصول على هوامش ربح تعينهم على أمور حياتهم المعيشية بإذن الله. وعلى الرغم من وجود نماذج أثبتت جدارتها في العمل الخاص، إلاّ أن هناك -مع الأسف- من لا يهمه سوى الحصول على المال بأي طريقة، دون أن يخدم وطنه ولو بالشيء القليل، حيث تزايدت طلبات التنازل عن السجلات التجارية في الفترة الماضية، رغبةً بالحصول على مكافئة "حافز"، والتي تشترط عدم امتلاك المتقدم لأي سجل تجاري!. مراجعون يعبئون النماذج المطلوبة قلة مواقف السيارات ستنتهي مع الانتقال إلى الفرع الجديد تصوير المستندات مجاناً خدمة استحسنها المراجعون