مما لا شك فيه أن الدولة أعزها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، أولت قطاع النقل والمواصلات الاهتمام، وصرفت بنودا ضخمة من الميزانية العامة للدولة كل عام لهذه المشاريع العملاقة، أسوة بباقي الوزارات التي تهتم بالمواطن ونهضة الوطن، وتم صرف المليارات على هذا القطاع الحيوي الهام، وشبكة المواصلات بحمد الله في المملكة العربية السعودية تعد من أفضل الطرق على مستوى العالم. ولكن هناك بعضاً من الملاحظات على بعض الطرق لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر سوء الصيانة أو التأخير من مقاول التنفيذ، أو سوء الرقابة وعدم التنفيذ في بنود العقود بالشكل المتفق عليه وغيرها من الأسباب. أود هنا أن أتطرق لأحد الطرق الهامة جداً الذي تنطبق عليه الأسباب المذكورة أعلاه وراح ضحيته عدد كبير من الضحايا الأبرياء وقد وقفت شخصياً على هذا الطريق الذي يربط بين محافظة المجمعة ومحافظة جلاجل مروراً ببلدة جوى والذي طوله تقريباً 25 كم فقط، حيث وقع على هذا الطريق والمسمى عند العامة طريق (الموت) العديد من الحوادث المفجعة والتقارير موجودة لدى إدارة مرور المجمعة، حول عدد هذه الحوادث والضحايا والمصابين بشكل كبير، وكان آخر هذه الحوادث التي وقفت عليها مساء عيد الفطر بالقرب من بلدة جوى راح ضحيته الشاب إبراهيم بن محمد الشويعر، واخته رحمهما الله وألهم والديهما الصبر وعظيم الأجر، وإصابة خمسة أشخاص في الحادث اصابات شديدة، من بينهم سعادة الأستاذ عبدالجبار بن عثمان العبدالجبار مدير عام الزراعة والمياه بمنطقة سدير سابقاً، شافهم الله، وذلك بسبب ضيق الطريق وبطء العمل به، وسوء الصيانة لهذا الطريق، وقبل ذلك كان هناك حادث انقلاب وسقوط من على جسر بلدة جوى من أحد أفراد عائلة الثميري رحمه الله، بسبب عدم وجود علامات تحذيرية من قبل الشركة العاملة هناك، وقبلها حادث تصادم ذهب ضحيته عدد من إحدى الجاليات العربية، وآخر تصادم راح ضحيته الشاب عبدالمجيد العريفج رحمه الله، وإصابات مواطنين في هذا الحادث أمام محطة جوى، وذلك لعدم وجود دوار ينظم عملية الدخول والخروج وعدم اكمال هذا الطريق من سنوات، أيضاً كان هناك حوادث تصادم واصابات وقفت عليها شخصياً ويكاد لا تمر أيام إلا وهناك حادث في هذا الطريق والأسباب بعد قضاء الله وقدره: - ضيق الطريق. - بطء العمل من قبل الشركة المنفذة لهذا المشروع. - سوء الصيانة. - عدم اكتمال التنفيذ حسب العقد مع الشركة المنفذة. - عدم وجود دوارات منظمة لعملية الدخول والخروج لبلدة جوى أسوة بالدوار الموجود حالياً في مدخل جلاجل وكذلك الدوار في مدخل محافظة المجمعة على نفس هذا الطريق. - عدم وجود علامات تحذيرية كافية. من خلال هذا المنبر نرفع لمعالي الوزير ومسؤولي وزارة النقل بالنظر بعين الجدية في سرعة إكمال هذا الطريق ومحاسبة هذه الشركة حسب العقود المبرمة معه، ونقول لهم كفاية إزهاق أرواح، كفاية اصابات، كفاية حوادث بسبب عدم إكمال هذا الطريق من قبل الشركة المنفذة، وبسبب عدم جدية المتابعة من وزارة النقل وشبه الغياب التام لإكمال هذا المشروع الذي لا يتجاوز طوله 25 كم ومدة التنفيذ مفتوحة!؟؟ هل ننتظر لا سمح الله مزيداً من الحوادث والفواجع؟ هل ننتظر هذه الشركة بمزاجيتها في إنهاء هذا المشروع أو تقصير وزارة النقل في التسليم وتطبيق بنود العقد؟ هل تتكرم وزارة النقل بايفاد مهندسي الوزارة لمتابعة هذا المشروع؟ هل تتكرم وزارة النقل بمحاسبة الشركة المنفذة لهذا المشروع حيال التأخير؟ هل سيبتهج الجميع بسرعة انتهاء هذا الطريق بعد سنوات عجاف من الانتظار والحوادث والمآسي؟ أم سيكون موعد تسليم الطريق وانتهائه مفتوح المدة مع الشركة المنفذة وننتظر لا سمح الله مزيداً من الفواجع والمآسي والحوادث؟ أسئلة نعرضها عبر منبر «الرياض» الغراء لمعالي وزير النقل عسى أن نجد الحل العاجل والمنقذ والسريع. والله من وراء القصد.