أفكر في الطلاق *أنا سيدة أبلغ من العمر 34 عاماً، متزوجة منذ عشر سنوات، وكانت حياتي في البداية الزوجية جيدة وعلاقتي بزوجي ممتازة، والآن عندي طفلان. منذ خمس سنوات بعد انجابي للطفل الثاني، حيث أصبح زوجي ينعزل تدريجياً وهو داخل المنزل، حيث يدخل إلى مكتبه ويمكث ساعات طويلة قد تتجاوز الست ساعات، مُغلقاً الباب على نفسه ويقوم بمحادثات مع اشخاص لا أعرفهم، وبذلك أصبح لا يقوم بأي أعباء من متطلبات المنزل، أصبحتُ أنا المسؤولة عن كل شيء ،وهو مهمل لنا ولا يتقبّل الجلوس مع أطفاله ولا يمنحهم أي جزء من وقته ومنعهم من دخول مكتبه،ولا يأخذهم إلى أي مكان خارج المنزل، وانقطع حتى عن زياراته العائلية؛ فلا يزور أهله أو أقاربه، بل أصبح منعزلاً، وكذلك أصبح سريع الغضب، ووصل الأمر إلى أن ننفصل داخل المنزل، فليس بيننا أي علاقة زوجية حقيقية. أخيراً أصبت بإحباط شديد وأفكّر فعلياً في الطلاق لأني أشعر بأن حياتي أصبحت معه ليس لها أي معنى، وكلما أناقشه لا يرد عليّ، وأصبحت أشك في أن له علاقات آخرى مع نساء من خلال المحادثات والفيسبوك، فسلوكياته تنم عن ذلك. لا أدري ماهو الحل في حياتي لأني أصبحت متشوشة وأبحث عن حل، لكن لم أجد سوى الطلاق كحلٍ لمشكلتي التي تفاقمت ووصلت إلى هذه المرحلة، فآمل أن أسمع منكم إفادتي حول مشكلتي وقراري بشأن إنهاء الحياة الزوجية ولكم خالص الشكر. ع. - سيدتي الكريمة، فعلاً ما تُعانين منه مشكلةً حقيقية، وتعاني منه كثير من السيدات، ولكني لا أتفق معك في القرار الذي فكرتِ فيه. الطلاق ليس حلاً لهذه المشكلة، ولو كان الأمر كذلك لترك كثير من النساء أزواجهن وطلبن الطلاق وانتشر الطلاق بشكلٍ أكبر. كما ذكرتُ لك فإن هذه المشكلة ليست مشكلتك أنتِ فقط ولكنّ كثيرا من النساء يُعانين من هذه المشكلة ومايترتب عليها من الوصول إلى علاقات خارج الزواج ،حتى وإن كانت هذه العلاقات فقط خلال المحادثات عبر الإنترنت أو الفيسبوك، وفي أحيان قليلة قد يتطور الأمر إلى علاقة حقيقية تُهدد حياة المنزل والحياة الزوجية للرجل. أرى أن تحاولي أنتِ مرة ومرات آخرى، وتتحاورين معه كذلك بشكلٍ جاد، وإذا لم تصلي إلى نتيجة فربما إدخال أحد من أهله الذين لهم مكانةٍ عنده، ليتدّخل بينكما ويحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه، لأن الطلاق سوف تترتب عليه آثار سلبية، خاصة وإن هناك طفلين مازالا صغيرين بحاجة إلى وجود والدهما. أحياناً يفوق بعض الرجال من غفوتهم إذا تم صدمهم بالواقع المرضي الذين يعيشون فيه، وخطورة ذلك على مستقبل حياتهم الأسرية. لا أعتقد بأنه سوف يُجازف بتدمير حياته الأسرية وحياة أطفاله إذا علم بأن عزلته هذه مع الكمبيوتر ومحادثاته مع الأشخاص الذين تعتقدين بأن في هذه بعض العلاقات النسائية والتي غيّرته تجاهك وأثرّت على علاقتك الزوجية به. أعتقد هذا أفضل من التسرّع في الطلاق وربما قد تندمين في المستقبل.