منذ ما يقارب العام أصدر مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي بن محمد باداود تعميماً إدارياً لجميع الإدارات والمستشفيات والمراكز الصحية والمرافق الصحية بصحة محافظة جدة بمنع استخدام عبارات: (المذكور)، أو (أعلاه) وغيرهما من الألفاظ والعبارات التي لا تحمل اسم الشخص ووظيفته وذلك أثناء المراسلات والمكاتبات بين الإدارات والمرافق الصحية والإدارات الحكومية الأخرى، وشدد التعميم على عدم استخدام هذه الكلمات والألفاظ لمراعاة واحترام الأشخاص وذلك بذكر أسمائهم ومسمياتهم الوظيفية، والبعد عن الأسلوب غير اللائق، في جميع المخاطبات والمراسلات، وأكد على عدم رفع أي خطاب يحمل هذه الكلمات مثل المذكور وأعلاه مع التقيد بذكر اسم الشخص ووظيفته صراحة.. هذا التعميم كما تقول المديرية صدر انطلاقاً من الحرص على مراعاة مشاعر الناس، وكذلك احترام المهنة، وانتقاء العبارات والكلمات الجميلة والمعبرة أثناء المراسلات بما يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي. فكرة التعميم جميلة وهي تركز على وضع استخدام عبارة «المذكور» أو أعلاه في تعاملاتها انطلاقاً من فكرة تكريم الشخص أياً كان لكن هل طبق ذلك؟ لا أعلم.. هل تستوعب المعاملات والمراسلات المملة ذلك؟ أم أنها تخضع لنفس النموذج المكرر الذي يستخدم نفس العبارات والتي أحياناً قد تشمل أسماء معينة لموظفات، يُعاد عليها في منتصف الخطاب، المذكورات أعلاه، أو اللاتي سبق ذكرهن، هل يكون ذلك على سبيل الاختصار ومراعاة عدم تبديد الوقت للمسؤول عن الخطابات الرسمية؟ أم أنه سياق عام يبدأ من المنزل، ويتواصل في الشارع، ثم العمل؟ يصعب تحديد السبب ولكن لنتوقف أمام الأسرة فلا تزال هناك نساء، وكُثر ومتعلمات .. تقول إحداهن عن زوجها «راعي بيتي» ولا أفهم السبب رغم أنها تشاركه المصروف، وقد تكون من يتحمل المسؤولية المادية الأكثر، ومن الممكن أن تقول «زوجي» أو «أبو فلان» لكن راعي بيتي كيف هل هو من يرعى، وهي المراقب أو ضمن من يرعاهم؟ امرأة أخرى تقول «رجّالي» وأخرى تقول «الرجال» طيب كثيرون هم الرجال هل هو الخجل، أم الحياء؟ أم التربية التي قد تهون أمام مفردة.. أبو العيال؟ طيب وانتِ.. أم العيال؟ امرأة أخرى تقول «أبونا» على فكرة هذه وتلك ليست جدتي أو جدتكم، نساء شابات طيب كيف أبوها؟ إلاّ إذا استوعبتُ صديقتي المصرية المثقفة وهي تنادي زوجها «بابا» وهو يناديها «ماما» وتلك حكاية وقصة أخرى. الرجل أمام الأصدقاء المتأدب قد يقول عندما يصله اتصال «البيت» أو «أم العيال» أو يبغوني في البيت، من يخرج قد يقول «استأذنكم تأخرت على الحكومة.. آخر قد يقول «الحرمة» وآخر بعبارات ومفردات أنأى بنفسي من ذكرها (...) كل هؤلاء متعلمون ومتعلمات. عندما يناديها إن كانت العلاقة جافة.. «يا هو» «يا حرمة» يا ... يا اللي هناك .. يا جماعة والكوميدي قد ينادي يا ولد للزوجة أو يا بنت أين الاسم الذي كرمت به المرأة وكرمها الإسلام وحفظها به؟! ولنا مثال حي في زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابيات الجليلات؟ أين الاسم الذي لها أو له؟ هل تحول كل فهم إلى مفردة خاصة صاغها كل طرف بحسب ما يراه أو يشعر به؟ في السجون يتحول الأشخاص إلى أرقام، في بعض المنازل والأسر لدينا تتحول الأسماء إلى مفردات أخرى يطلقها طرف، ويستوعبها الآخر بإرادته ودون أي اعتراض، فالمذكورة، أو المذكور كل منهما يعرف الآخر.