كانت العبارة الشعبية الدارجة لمن تزوج من إحدى الجنسيات الآسيوية أو العربية أن هذه المرأة "كفوه"، وتعني العبارة أن اختياره هذا "كفؤٌ له"، لأنه لم يستطع الوصول إلى مستوى الزواج من السعودية. كان هذا الكلام حين كانت نسبة الزواج عالية ونسب العنوسة قليلة. الزواج الآن من الأجنبيات لولا تدخل الدولة للحدّ منه لرأيناه بمستويات عالية للغاية، ومع تقنين الدولة له وربطه بتراخيص من وزارة الداخلية غير أن الأرقام بازدياد. الزواج من جنسيات عربية وآسيوية كان رائجاً ولا يزال، غير أن ظاهرة بدأت تزحف على السعوديين، وهي ظاهرة إعجاب الأميركيات بالسعوديين، الأميركيات اللواتي نشأن على ريتشارد قير وجورج كلوني وبراد بيت وتوم كروز صرن "راكضات" وراء الزواج من حمود وماجد وسعود وخالد وراشد وسامي.. الأميركيات أعجبن بالسعوديين! أخبار وتصريحات اهتمّت بها جريدة "الحياة" كانت لافتة بعد انتشار دعاوى أميركيات بتخلي سعوديين عن أولادهم بعد زواجهم منهنّ! جاء في الخبر: "خيّرت سلطات السفارة السعودية في الولاياتالمتحدة مبتعثين سعوديين بين الخضوع لفحص معملي للتحقق من أبوتهم أطفالاً تدعي أميركيات أنهم آباؤهم، أو إنهاء البعثة في حال رفضهم الخضوع لاختبار الأبوة. وأكدت مصادر موثوق بها ل«الحياة»، أن أكثر من 10 أميركيات تقدمن إلى الملحقية الثقافية والسفارة السعودية في واشنطن بشكاوى ضد طلاب «مبتعثين» تزوّجوهن وأنجبوا منهن ثم تخلوا عنهن"! الملحق الثقافي السعودي لدى واشنطن الدكتور محمد العيسى قال: "نعم هناك حالات فعلاً منظورة.. والطالب المبتعث يتم تخييره بين فحص DNA أو إنهاء بعثته، والشكوى تقبل إذا كانت هناك أدلة، وزواج المبتعث من امرأة أجنبية من دون حصوله على تصريح زواج يعتبر مخالفاً للوائح وأنظمة الابتعاث، وهذا في حد ذاته كفيل بإنهاء بعثته"!! زواج المبتعث مضبوط بلوائح وأنظمة، والعجيب أن يتزوج المبتعث من أميركية وتجده قد كافح ودرس وتعب حتى يقتنع "أبو الفتاة السعودية" بأنه صالح لأن يكون زوجاً لابنته، ثم تنزل عليه من عمق الأقدار تلك الأميركية الشقراء ويتزوجها بسعادة وهدوء واختصار وبساطة، والزواج بآخر المطاف حق بشري ولا يتربط بجنسية معينة. بآخر السطر، على وزارة التعليم العالي تحديث قوانين "زواج المبتعث" من أجل إنهاء ظاهرة "التخلي عن الأولاد والبنات" خوفاً من إنهاء البعثة، لا قيمة إطلاقاً لأن يمنع المبتعث من الزواج فهذا حق إنساني وطبيعي ولا معنى لإبقاء التشديد بهذه القوة.. حفظ الله مبتعثينا من المتربّصات.