أكد الأمين العام لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم الدكتور منصور بن محمد السميح بأن المسابقة تأتي على قمة المسابقات القرآنية في العالم وانعقادها في أطهر بقاع الأرض وداخل الحرم المكي الشريف أكسبها شهرة عالمية, وقال: إن الشباب الحفظة من كافة بقاع الأرض يتنافسون لنيل شرف المشاركة فيها، جاء ذلك في حوار مع د. السميح وفيما يلي نصه: * كيف ترون جهود المملكة العربية السعودية في مجال المسابقات القرآنية؟ تُعدُّ مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره امتداداً لجهود كبيرة، وأعمال كثيرة، في مجال تشجيع الإقبال على القرآن الكريم، ونشره في المصاحف، وحفظه في الصدور، وتمثله في السلوك، قامت بها المملكة العربية السعودية، وهذه المسابقة هي جزء من تلك المنظومة المباركة، وإحدى المسابقات الموفقة التي يتبناها ويشرف عليها قادة هذه البلاد، فالفضل لله تعالى أولاً، ثم ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأهل القرآن من رعاية ودعم وتشجيع. وتقوم هذه المسابقة على رؤية هي الريادة في خدمة القرآن الكريم، ورسالة مضمونها التنافس عالمياً في تكريم حفظة القرآن الكريم، مع تطبيق أدق معايير العدالة في الاختبار والتحكيم. * أين تقع مسابقة الملك عبدالعزيز في خريطة المسابقات القرآنية في العالم ؟ لمسابقة الملك عبدالعزيز مكانة كبرى في النفوس، وموقع أسمى في القلوب، فهي تقع في القمة بين المسابقات القرآنية ؛ وهي بمنزلة التاج من الحلية، لأنها تُقام في أطهر البقاع، وأفضل الأماكن مكةالمكرمة، ويتمُّ اختبار المتسابقين في المسجد الحرام ، وهذه ميزة لا توجد في مسابقة أخرى، ومما تميزت به هذه المسابقة أن المشاركين فيها يؤدون العمرة، ويزورون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتعرفون على المشاعر المقدسة، ولهذه المسابقة قصب السبق في مجال الحفظ، فهي أول مسابقة عُنيت في جانب الحفظ منذ 34 عاماً، ويُسمح لكل دولة إسلامية بأربعة مشاركين، ولكل مركز أو جمعية في الدول غير الإسلامية بمشاركين، وفي هذه المسابقة أكبر نسبة فوز، ففي كل فرع من الفروع الخمسة خمسة فائزين، وتميزت مسابقة الملك عبدالعزيز بقوة مخرجاتها، وتلحظ كثيراً من القراء والأئمة في العالم الإسلامي هم من ثمراتها. * ما مدى الإقبال من الشباب المسلم على الدخول في منافسات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية ؟ بحمد الله تعالى الإقبال كبير جداً من كافة دول العالم الإسلامي، وكذلك من الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، وأيضاً من المراكز الإسلامية والجمعيات، ولهذه المسابقة حضور كبير في نفوس الشباب، ورغبة جامحة في المشاركة فيها؛ لأنها تحفز على حفظ القرآن الكريم، وتعين على إتقانه، وتشحذ الهمم على تدبره وتفهم معانيه، ولأنها تقام في مكةالمكرمة، ويتمكن المرشح من أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، وأيضا للجوائز القيمة التي رصدتها وزارة الشؤون الإسلامية لها، وما زال عدد المشاركين يزيد عاماً بعد عام، حتى إنهم الآن يتجاوزون خمسة آلاف مشارك، فضلاً عن الأعداد الكبيرة جداً ممن يرغبون المشاركة لكن الشروط لا تنطبق عليهم، ولم يكن هذا الإقبال كبيراً لو لم تهيأ للمسابقة الإمكانات الكبيرة، والاستعدادات الجبارة . * ما الانطباع الذي ترونه ظاهراً على المشاركين وهم يأتون في ضيافة المملكة العربية السعودية لهذا التنافس الشريف؟ يُظهر المشاركون دائماً كل معاني الشكر والتقدير، وآيات الحب والامتنان لقادة هذه البلاد، وتلهج ألسنتهم بالدعاء لهم بالتوفيق والسداد، وأن يحفظ الله تعالى لهذه البلاد أمنها واستقرارها، لأنها قبلة المسلمين، وفيها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ويبدون عرفانهم على كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، وما منَّ الله تعالى به عليهم من أداء نسك العمرة، والتعرف على الحرمين الشريفين، مما يضفي على نفوسهم عبقاً وروحانية، وتبقى مشاركتهم عالقة في قلوبهم، لما ارتبطت به من قدسية المكان وروحانيته. * كيف تقيمون مستوى الفائزين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره؟ تقوم المسابقة على عدة مراحل، بدءاً من اختيار الفرع المناسب للمشارك، ثم التصفيات الأولية، وانتهاء بالدخول للاختبار النهائي أمام لجنة التحكيم الموقرة، وهذه الإجراءات جعلت مخرجات المسابقة رصينة جداً، وقوية في حضورها، ومتميزة في حفظها، وأدائها، وحسن الصوت، وسلامة النطق، وإتقان المخارج، ونرى كثيراً من الفائزين وهم يتولون زمام الأمر في قراءة القرآن الكريم في بلدانهم والإمامة بالمسلمين، وكذلك يقومون بتعليم الناس القرآن الكريم، ويدعون إلى امتثال أوامره، والتمسك بتعاليمه، والانقياد لمنهجه القويم.