رفعت أكثر من 100 امرأة في بريطانيا قضية قانونية طالبن فيها محاسبة الطبيب «إيان باترسون» أخصائي جراحة سرطان الثدي والذي يمتهن الطب منذ عام 1994. وكان «المجلس الطبي العام» في بريطانيا قد أوقف باترسون من مزاولة المهنة وإخضاعه للتحقيق بعد قيامه بأكثر من 1000 عملية جراحية زائفة لحوالي 450 امرأة سليمات تماماً بعد إقناعهن بإصابتهن بالسرطان وضرورة علاجهن عدا عن استخدامه طريقة علاجية فاشلة أدت إلى انتشار المرض لحوالي 700 امرأة أخرى مصابات فعلاً بسرطان الثدي حين لم يعمد إلى إزالة كامل الورم الخبيث من أجسادهن. فيكتوريا ويفر -42 عاماً- بدأت ترتب لجنازتها بعد أن صدقت باترسون واهتمت لجنة الخدمات الوطنية الصحية في بريطانيا بإخطار جميع النساء اللواتي خضعن للعلاج تحت إشراف الطبيب «باترسون» الذي تم إلزامه بالتعاون الكامل في ذلك وإفصاح كل شيء من بداية قيامه بالأمر حتى آخره وخصوصاً في عام 1998 وهو الوقت الذي شهد تنفيذ الكثير من العمليات خلاله لتتم إعادة فحصهن والتأكد من حالتهن الصحية ومراجعة تاريخهن الطبي ومتابعة علاج من يحتاج منهن لذلك. ومن أمثلة أعمال الطبيب المخادع ما حصل ل»غيل بويتشات - 57 عاماً» عندما خضعت في عام 1995 لعملية جراحية لاستئصال الثدي بإشراف «باترسون» الذي أقنعها بوجود الورم في جسدها لتكتشف فيما بعد بأن التشخيص زائف وأنها سليمة تماماً مما زعم مع اختفاء سجلها الطبي الذي يبين ما حدث لها. كما أجرى لها العملية بطريقة الاستئصال الجزئي تاركاً أساس الثدي على جسدها من أجل إجراء عملية تجميلية فيما بعد بالإضافة إلى تعميده بصرف دواء لها معروف بآثاره الجانبية العديدة مما تسبب بمشاكل صحية أخرى. وتقول «فيكتوريا ويفر - 42 عاماً» أحد ضحايا الطبيب «باترسون» أجريت لها عملية جراحية زائفة بعد أن أقنعها وشخص حالتها في عام 2003 أنها كانت تظن دنو أجلها بسبب ذلك المرض الذي داهم حياتها فقررت المضي في الأمر على حسابها الخاص مما كلفها مبالغ طائلة حتى أنها بدأت في ترتيب مراسم جنازتها لأنها صدقت «باترسون» واقتنعت بما يقول لتكتشف صدفة بعد ثلاث سنوات بأنها سليمة وذلك حين أجرت بعض الفحوصات الطبية لتطمئن على حالتها. هاتان المريضتان الموهومتان لم تكونا أفضل حالاً من «هيلين غاردنر» التي ظلت ولخمس سنوات تتلقى علاجاً زائفاً تحت إشراف «باترسون» الذي زعم بوجود أورام في ثدييها كانت تتوالى على مدى خمس سنوات مما استلزم على حد قوله بعد أن وثقت فيه إلى خضوعها لخمس عمليات جراحية لإزالة الأورام لتكتشف لاحقاً كما بين لها الفريق الطبي الذي قام بفحصها عدم وجود أي أورام سرطانية او غيرها في جسدها وأنها ربما عانت من بعض الآلام الطبيعية في ثدييها. وبدأت الشكوك تدور حول الطبيب «باترسون» بداية عام 2004 حين تم التحقيق معه بسبب اتباعه طريقة ترك جزء من الثدي عند استئصاله لغرض القيام بعملية ترقيع تجميلية لاحقاً وهو أمر يحظره القانون في بريطانيا ويعاقب عليه بسبب خطورة احتمالية عودة مرض السرطان لعدم إزالة كامل المنطقة المصابة تماماً ولكن لم تتم إدانته بشيء حتى عام 2007 حين تم منعه من هذه الممارسة الطبية ولكن لم يتم إيقافه عن العمل أو التحقيق في سجلاته بشكل كامل. وسيتم لاحقاً خلال هذا العام البدء بالتحقيقات مع الطبيب «باترسون» بشأن التهم الموجهة إليه والتي اعتبرتها الشرطة والنيابة العامة تهماً جنائية تتضمن أيضاً إدعاءاته الكاذبة لشركات التأمين الطبي وتحميلها مبالغ طائلة لا داعي لها بسبب هذه العمليات الجراحية وزيادة تكاليف عمليات أخرى بسيطة بما يخالف الحقيقة بالإضافة إلى المطالبة بقيمة عمليات جراحية لم يقم بها.