تسعى جامعة حائل سعيًا حثيثًا إلى خدمة المجتمع المحليّ، والتعرّف على احتياجاته، وذلك انطلاقًا من إيمان الجامعة الراسخ بأنّ خدمة المجتمع واحدة من الوظائف الأساسية للجامعة إلى جانب وظيفيتيّ التدريس، والبحث العلميّ، وأنّ هذه الوظيفة – أعني خدمة المجتمع - لاتقل في أهميتها عن الوظيفتين الأخريين. وأشار معالي مدير جامعة حائل الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم إلى أنّ الجامعة تسعى بشكل دائم ومستمر إلى ترجمة توجّه القيادة الحكيمة، ورغبتها الصادقة، وجهودها المقدّرة، ودعمها اللامحدود في بناء إنسان هذا الوطن، تحقيقًا لمبدأ التنمية الشاملة، وهو ما تمثل في شراكات فاعلة بين الجامعة وبين مؤسّسات المجتمع المختلفة، ومساعيها المستمرة فى دعم ثقافة التعاون والتعامل مع خدمة المجتمع بطريقة احترافية، كما تجلّى في ما قامت الجامعة بتوقيعه من اتفاقيات، ومذكرات تعاون وتفاهم، وكراسي بحثيّة، وحرص مستمر على القيام بالدراسات والبحوث ذات العلاقة بخدمة المجتمع، والذي يأتي أيضاً تعزيزاً لتوجه وزارة التعليم العالي نحو زيادة وزيادة فاعلية دور الجامعات وقيامها بمسؤولياتها المنوطة بها تجاه المجتمع والعمل على تطويره. كما تمثل كذلك في حلقة النقاش التي نظمتها الجامعة تحت عنوان: ( الجامعة والمجتمع: ريادة – تنمية – شراكة ) برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، والتي سعت الجامعة من خلالها إلى التواصل المباشر مع المجتمع، ودعمه عن طريق رسم صورة متكاملة وبانوراما شاملة عن ماذا يريد المجتمع من الجامعة وماذا تريد الجامعة من المجتمع، والتي أثمرت عن دراسة علميّة واسعة وشاملة تناولت كافة المجالات والفئات، ورسمت أطرًا إضافيّة لجهود الجامعة المستقبليّة في هذا المجال. فيما أشار الدكتور راشد بن محمد الحماليّ، وكيل الجامعة للتطوير الأكاديميّ، وخدمة المجتمع إلى أنّ الجامعة تسير برؤية واضحة إلى تعزيز العلاقة بين كليّات الجامعة وقطاعات المجتمع المختلفة، وتفعيل أدوار عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بشكل خاصّ، وذلك من خلال الإسهام في تدريب منسوبي الجهات الحكوميّة والخاصة وتأهيلهم، ونشر الثقافة والوعي بين قطاعات المجتمع المختلفة، وتقديم الدعم والمساندة في الدراسات والبحوث في مختلف المجالات، وتقديم الاستشارات الإدرايّة والقياديّة والتدريبيّة والمساعدات المهنيّة والإرشاد الأكاديميّ، بالإضافة إلى مشاركة أفراد المجتمع في الأنشطة الثقافيّة، والاجتماعيّة، والعلميّة المختلفة. الى ذلك أوضح الدكتور عبدالعزيز بن رشيد العمرو عميد خدمة المجتمع والتعليم المستمر أنّ الخطة الاستراتيجيّة لعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة حائل تعمل على مجموعة من المحاور المتوازية والمتكاملة، هي: محور البرامج التأهيليّة والتعليم المستمر: والذي قدمت من خلاله العمادة عددًا من الخدمات الأكاديميّة وبرامج التعليم المستمر،منها: دبلوم التوجيه والإرشاد النفسيّ، ودبلوم التربية العام، وينتظم في البرنامجين قرابة (300) دارس ودارسة، بالإضافة إلى دبلوم مراكز مصادر التعلّم والذي يتم تنفيذه بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ويهدف إلى إعداد اخصائيّات مراكز مصادر التعلم، كما أنّ العمادة تستهدف إتاحة برامج دبلومات جديدة ومتنوعّة، مثل دبلومات (اللغة الانجليزيّة – التفوق العقليّ والموهبة - التحرير والسكرتاريّة- إدارة الموارد البشريّة - إدارة الأعمال- تطبيقات الحاسب المكتبيّة- السياحة والفنادق- الخرائط ونظم المعلومات الجغرافيّة). محور المشاريع الإبداعيّة: حيث تنوعت المشروعات والمبادرات الإبداعيّة التي أعدتها العمادة لتلبية احتياجات المجتمع، ويمكن حصر أهم هذه الدراسات التي قُدمت (وقيد الدراسة التنفيذيّة) فيما يأتي: مركز " رواد الغد – مشروع شباب حائل لريادة المستقبل" الذي يهدف إلى توجيه الطاقات الشبابيّة في المجتمع من خلال تدريبه ومساعدته على تكوين كيانات شبابيّة فاعلة، وذلك من خلال أربعة مرتكزات رئيسة هي (تنمية القدرات- تمكين الشباب والفتيات من أساليب القيادة - العمل التطوعيّ- حاضنات الإبدع). أحد الانشطة والبرامج في جامعة حائل واهتمام مباشر من سمو أمير المنطقة مشروع " شباب الجامعة وقيادات المجتمع " والذي يهدف إلى إتاحة فرص اللقاءات الحواريّة والنقاشيّة بين الشباب وقيادات المجتمع من خلال لقاء حواريّ يحتوي على منظومة من الورش العامّة المتخصّصة . مشروع "توعيتي في هاتفي" الذي يسعى إلى تنمية الوعي الصحيّ والمجتمعيّ والتربويّ لدى جميع المواطنين من أجل تحقيق نقلة نوعيّة وكيفية في ثقافة أفراد المجتمع، وذلك من خلال استثمار تكنولوجيا الاتصال بتطبيقاتها الحديثة. مشروع "رؤية الأكاديميين لتطوير المجتمع-البرامج والمشروعات" وفيه تعمل العمادة على تفعيل رُؤى أعضاء هيئة التدريس في كيفية تشكيل موزايك العقل الجمعيّ للمجتمع من خلال تنظيم خبراته في مصفوفات علميّة وعمليّة متآلفة ومتكاملة تعمل من أجل تحقيق الإفادة القصوى والمستدامة لموارد المجتمع، وتحقيق أقصى درجات التطوير المُمنهجة والمستمرة. مشروع "حديقة الإبداع التكنولوجيّ" إيمانًا من العمادة بقيمة الإبداع والابتكار كأحد أهم قضايا التعليم والمجتمع، فإنّها تطرح هذا المشروع كمشروع جامع يحتوي على ثلاثة مشروعات فرعيّة مرتبطة ومتكاملة ، هي (الإبداع الرقميّ - مولد الاختبارات الإبداعيّة - شبكة التواصل الطلابيّ) تهدف محصلته إلى تنمية الإبداع الرقميّ لدى شباب المنطقة. محور البرامج التدريبيّة: لدى العمادة خطة طموحة لإقامة عدد كبير من الدروات، وورش التدريب التي تهتم باحتياجات المجتمع وتلبية فجوة الدراسات الأكاديميّة والاحتياجات العمليّة الفعليّة لسوق العمل، وهو ما تظهره ما يأتي: خطة البرامج التدريبيّة القصيرة: يحتوي البرنامج التدريبي على عدد من البرامج التدريبيّة موزّعة على حزم متعدّدة، منها (حزمة برامج اللُّغات - حزمة دورات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات -حزمة قطاع الإدارة - حزمة قطاع السكرتاريّة وإدارة المكاتب -حزمة تطوير القدرات وبناء الذات - حزمة الدورات التربويّة والتعليميّة الشاملة - حزمة الدورات الفنيّة والعلميّة المتخصّصة). مشروع "إعداد - البرنامج المتكامل للإعداد الجامعيّ لطلاب المرحلة الثانويّة وطالباتها الذي يهدف إلى تنمية المكوّنات المعرفيّة والمهاريّة والوجدانيّة لدى طلاب المرحلة الثانوية العامة (بنين – بنات )، وخريجيها لتطوير أدائهم وتمكينهم من الأدوات والمهارات اللاّزمة للاندماج مع المجتمع الجامعّي وتهيئة الظروف التي تمكنهم من تحقيق أفضل النتائج التعليميّة المستهدفة في التعليم الجامعيّ. محور الشراكات المجتمعيّة: خيريّ : برنامج تطوير قيادات مؤسّسات العمل الخيريّ والتطوعيّ والذي يهدف إلى تنمية المكوّن المعرفيّ والمهاريّ والوجدانيّ لدى المنتمين لمؤسّسات العمل الخيريّ والراغبين في الإسهام في العمل التطوعيّ المجتمعيّ، وتمكينهم من الأدوات والمهارات اللازمة لتطوير أداء المؤسّسات الخيريّة بمستويات الإدارة (العُليا- الإشرافيّة- التنفيذيّة). كما تعمل العمادة بشكل مستمر على مدّ جسور التواصل مع كثير من مؤسّسات العمل الخيريّ والاجتماعيّ للإسهام مع تلك الجهات في تحقيق أهدافها ورسالتها المجتمعيّة. كما أشار العمرو بأن العمادة تسعى خلال الفترة القادمة إلى التوسّع في خدمات وحداتها الداخليّة، ومنها على سبيل: وحدة الترجمة والنشر، وهي وحدة تختصّ بكل ما يتعلق بتعليم اللُّغات المختلفة، وأعمال الترجمة للإصدارات في المجالات العلميّة كافة، وتعريب المصطلحات المتعلّقة بالتخصّصات الأكاديميّة، بالإضافة إلى تقديم خدمات الترجمة المعتمدة للباحثين وطلاب الدراسات العُليا والمختصّين بالبحث العلميّ، ووحدة الدراسات الاستشاريّة والذي تختصّ بتقديم الدراسات والاستشارات المتخصّصة لمختلف القطاعات الحكوميّة والأهليّة والأفراد، في كافة خبرات ومجالات الجامعة العلميّة والإنسانية، إسهامًا في تعزيز إعداد الكوادر الوطنيّة المؤهّلة والمدرّبة على إجراء الدراسات والاستشارات، وذلك من خلال التعاون مع معهد جامعة حائل للبحوث والاستشارات. د.راشد الحمالي