نفذت ادارة رعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية قبل نصف قرن فكرة الفترة الحرة التي كان يسمح فيها بانتقالات اللاعبين الى الاندية التي يرغبونها دون موافقة انديتهم وبلا قيد او شرط خلال مدة لا تتجاوز اسبوعين في الموسم كأول وآخر تجربة طبقتها رعاية الشباب في عام 1383ه عندما كان يرأسها الدكتور عبدالله العبادي "رحمه الله ". استغل الشبابيون هذه الفتره باغراء عدد من لاعبي الاندية كان ابرزهم مدفعجي الهلال ومهاجمه المعروف مبروك المتعب الشهير ب ( الدبلي) فلم يمانع امام الاغراء المادي مقابل 3 آلاف ريال قدمها له رمز شبابي كبير كان الداعم الأول ل (شيخ الاندية ) في تلك الحقبة " رحمه الله" . مؤسس الهلال ورئيسه الفذ الشيخ عبدالرحمن بن سعيد " رحمه الله" لم يهدأ له بال حينما عرف بانتقال لاعبه الدبلي خلسة وتوقيعه في كشوفات الشباب الذي كان الغريم التقليدي للهلال قبل صعود نادي النصر لمصاف اندية الدرجة الاولى وتحوله الى منافس تقليدي للهلال . فكر "ابن سعيد " بدهائه وحنكته الادارية المعروفة وفهمه العميق للوائح والانظمة في كيفية افشال الصفقة وضمان عدم استفادة "شيخ الاندية" من خدمات لاعبه بعد انتقاله الى صفوفه، فهداه ذكاؤه الحاد الى البحث في اللوائح وادرك ان انجع وسيلة الذهاب للدبلي الذي احتواه الشبابيون وإيهامه بالعودة والتوقيع في كشوفات الهلال مقابل مبلغ مجز .. لم يستطع الدبلي الرفض امام اغراء المال الازرق فوافق على الفور دون التفكير في عواقب الامور وما يترتب على هذه المخالفة وظلالها القاتمة التي ستلقيها على مستقبله الكروي. وما ان وقّع مبروك للهلال حتى سارع ( ابو مساعد ) الى رفع كشوفات ناديه لرعاية الشباب وفيها اسم الدبلي مشفوعاً بخطاب اعتراض على تسجيله في كشوفات نادي الشباب. وشكلت لجنة للتحقيق في القضية وتأكدت من صحة توقيع اللاعب المزدوج في كشوفات الناديين في آن واحد وبعد اعترافه اصدرت رعايه الشباب قرارا بحرمان الدبلي من اللعب للهلال والشباب وايقافه لمده عام. وقبل صدور القرار قام داهية الهلال عبدالرحمن بن سعيد " رحمه الله" بمداعبة اصدقائه الشبابيين وفي مقدمتهم رئيسهم انذاك ورفيق صباه وصديق عمره الشيخ عبدالله بن احمد " رحمه الله" حين اصطحب الدبلي معه في سيارته وذهبوا لمشاهده تمرين للشباب في اليوم المحدد لخوض الدبلي اول تدريب معهم بعد انتقاله من الهلال.. ووسط ترقب وانتظار الشبابيين لمجيء الدبلي اذا بهم يفاجأون به جالساً بجانب ابن سعيد فوق ( زولية) فرشت بجوار سيارة رئيس الهلال ( الزطو) على احد جوانب الملعب واخذ الاثنان يحتسيان الشاي ويتبادلان الابتسامات امام الشبابيين الذين احرجوا امام جمهورهم الموعود برؤيه الدبلي بشعار ناديهم! فاخذوا يعضون اصابع الندم على تفريطهم بهذا اللاعب حينما تركوا الداهية بن سعيد ورجاله الهلاليين يصلون اليه ويغرونه بالتوقيع في كشوفاتهم. وعندما عرف ( ابو مساعد) ان الدبلي لن يلعب للهلال في ذلك العام لم يفكر الا بالمقولة الشهيرة : " عليَّ وعلى أعدائي " !