اعتبرت "د.سلوى بنت عبدالله المجالي" - أستاذ مساعد بقسم الطفولة المبكرة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - أنه مع نمو الطفل تتوسع دائرته الاجتماعية لأبعد من الأسرة، وبالتالي يبدأ في اكتساب عادات سلوكية جديدة سواء كانت ايجابية أو سلبية، مضيفةً أن التلفظ بكلمات وألفاظ غير مقبولة اجتماعياً هي أحد مكتسبات الطفل من البيئة الخارجية المحيطة به، داعيةً إلى ضرورة اتباع بعض السلوكيات لتجنب تعلم الطفل وتكراره ألفاظاً غير مقبولة، منها تعليمه ألفاظاً إيجابية بديلة، وتوضيح عواقب الكلمات التي خرجت منه، وأنها ليست من أخلاق ديننا الاسلامي، إضافةً إلى بيان فضائل الخُلق الحسن، وضرورة إظهار رفض الوالدين واستيائهما من هذا السلوك، والطلب منه الاعتذار كلما تلفظ بكلمة بذيئة. وقالت إن كل ما سبق يتطلب نوعاً من الحزم والثبات والاستمرارية، كما يجب أن يكون تصرف الوالدين والمربين تجاه هذه المواقف ثابتاً في التعامل معها، أي لا نتهاون أحياناً، وأحياناً أخرى نكون حازميين، وهو ما قد يربك الطفل ثم لا يستطيع أن يفهم ما هو مطلوب منه، لافتةً إلى أن عملية تغيير أي سلوك غير مرغوب إلى إيجابي قد يتطلب منا الصبر والاستمرارية؛ لان هذه العملية تدريجية وتحتاج إلى وقت كاف؛ فلا يجب أن يتوقع الأهل التغيّر السريع من أول عقاب. ونصحت بتقديم مكافأة للطفل كنوع من التشجيع إذا توقف عن استخدام الكلمات السلبية، مضيفةً أنه من المهم تعويد الطفل على استخدام كلمات أخرى مثل "من فضلك"، "لو سمحت"، وكذلك على "الاعتذار" اذا صدر منه أي خطأ، مشددةً على أهمية التأكيد على الطفل أن سلوكه هو فقط غير المرغوب فيه، وأنه من الضروري إدراك أن بعض الأطفال يتفوهون بكلمات لا يعرفون معناها، لذا يجب علينا مراقبة اللغة المتداولة في محيطه الاجتماعي، والتعرف على مصدر هذه الألفاظ، ثم عزله عن مستخدميها. وطالبت الوالدين بمعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، فإن كان مصدر هذه الألفاظ من داخل الأسرة، يجب على الوالدين الانتباه لتصرفاتهم وكلماتهم، سواء كانت صادرة منهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مع ضرورة أن يكون الوالدين والأخوة قدوة حسنة، مع تغيير بعض سلوكياتهم خاصةً أمام الأطفال حتى يستطيعوا العمل على حل هذه المشكلة.