لا يوجد عندي أدنى شك عن مدى أهمية اللغة الإنجليزية وأنها لغة سوق العمل الأولى عالميا، وعبر هذه اللغة تتصل أغلب دول العالم ببعضها، ولقد تبنت المملكة الإعلام الإنجليزي بتأسيس إذاعة وقناة تلفزيونية لهذا الغرض، وأكمل القطاع الخاص المشاركة بتأسيس صحيفتين ناطقتين بهذه اللغة؛ وهما سعودي جازيت وعرب نيوز. كانت قناعة المملكة مدركة تماما لمدى قيمة هذه القنوات لتقديم الوطن للعالم بصورة تعكس الرؤية السعودية برغم أنها لم تكن عالمية خلال الثمانينات الميلادية، وخلال تلك الفترة أضيف للإعلام الناطق بالإنجليزية مهمة نقل المعلومات والأخبار للجاليات الأجنبية بسبب التقنية المحدودة في ذلك الوقت قبل ظهور الإنترنت والقنوات الفضائية في ذلك الزمن مع العلم أنها لم تنسَ دورها الأساسي وهو تقديم الصورة السعودية ونجحت في ذلك خلال تلك الفترة ونالت نسبة عالية من نصيب المشاهدين السعوديين عبر تقديمها روائع الأعمال وخصوصا المسلسلات الأمريكية حين ذاك. من تحديات القناة الحالية بسبب تغير الظروف وتطور التقنية بظهور الإنترنت والقنوات الفضائية ما يجبر القناة للعودة إلى دورها الأصيل و هو تقديم النظرة السعودية للعالم الذي يجيد أغلبيته اللغة الإنجليزية بينما لا تزال القناة تدور حول التفكير القديم الذي تجاوزته التقنية وهو تقديم الأخبار للجاليات الأجنبية، لا أعلم حتى الآن ما ضرورة تقديم فترة يومية باللغة الأردية لأن المتحدثين بها يجدون قنوات فضائية و مواقع إلكترونية وإذاعات سمعية تمكنهم لمعرفة ماذا يجري، ولا أظن أن الإعلام السعودي يرغب إضاعة جهوده و موارده بتوجيه إعلام لكل شعب، هذه التجارب فشلت مثل الإعلام الإيراني باللغة العربية فاقد المصداقية وحاولت مصر وفشلت و لم ينجح سوى هيئة الإذاعة البريطانية لمعايير إعلامية غير موجودة حتى في المؤسسات الإعلامية الأمريكية. لكن تقديم قناة رسمية سعودية واضح أنها تعكس النظرة السعودية للعالم عبراللغة الإنجليزية هو الأهم والأساس ومع فشل إيران بتقديم إعلام عربي إلى نجاح إيران بتقديم قناة إنجليزية (برس) بشكل أكثر تقدما من القناة الثانية (إنجليزي وأردو) برغم أنها موجهة وهذا ليس عيبا في هذه الحالة بحيث كل أجنبي يعرف ما تقرره المؤسسات الرسمية عبر هذه القناة وبرغم تحامل القناة على كل ما هو أمريكي إلا أن كل صحفي أجنبي مهتم بإيران يذيل مقاله بذكر هذه القناة كمصدر للخبر، أتمنى أن تستعيد القناة الثانية مكانتها القديمة ويعاد التركيز بتقديم المملكة وأن تتخصص باللغة الإنجليزية فقط.