المتاحف هي مخازن ثقافة الشعوب التي تحفظ كنوز تراثهم وتاريخهم الطويل من عوامل التعرية المدنية والمادية التي قد تطمس هوية أجيال مضت لها تاريخها وثقافتها الخاصة بها، ولا يخفى على أحد قلة المتاحف الوطنية في المناطق التي يفترض أن تحفظ للأجيال الجديدة تاريخ وثقافة وتراث آبائهم وأجدادهم. فكان من الأولى أن تسوغ الجهات المعنية قوانين ونظماً تساعد على تشجيع الناس في عرض هذه الثقافة بطريقة لائقة ومناسبة بدلاً من التجاهل.. ونفض اليد عن المسؤولية وحرمان السياح والزوار وطلبة المدارس من فرص التعرف على التراث المحلي لكل بيئة من بيئات المناطق في المملكة الزاخرة بكل ألوان وأنواع التراث الملبوس والمأكول والمشروب، بالإضافة إلى عرض المنتجات الخاصة بالأزياء وتجميل النساء والطُرز المعمارية الرفيعة في كل منطقة. في فرسان .. الجزر الحالمة على سبيل المثال قام العديد من أبناء الجزيرة المبدعين والغيورين على الحفاظ على تراثهم وثقافتهم البيئية بإنشاء متاحف شعبية في منازلهم في منتهى الروعة وعلى حسابهم الخاص، وعلى النقيض من ذلك ازالت بلدية صامطة ما تبقى من سوق الاثنين القديم والذي ظل صامدا لمئات السنين وأقامت سوقاً خرسانياً جافاً من كل ألوان الإبداع على النمط المعماري التراثي السابق للسوق والأمر ينطبق على أسواق مماثله نُفذت أو تحت التنفيذ في مدن صبيا وأبوعريش وبيش وغيرها. الأمثلة على المبادرات الذاتية كثيرة فالأديب إبراهيم مفتاح دشن متحفاً تراثياً خاصا يؤرخ لفرسان آثاراً وحضارة وأزياء، كما انه حول بعض غرف منزله إلى اماكن مخصصة لاستقبال ضيوف الجزيرة، تجارة اللؤلؤة لم تغب عن خلد سكان الجزيرة فمنزل الرفاعي متحف معماري يؤرخ لحقبة هامة من حياة الفرسانين وخاصة تجار اللؤلؤ، عشاق المتحاف البحرية يجدون في متحف زيلعي أحمد زيلعي غايتهم فالمنزل يحتوي على أغلب معالم الحياة البحرية بالخاصة بالجزر. أما في محافظة أبوعريش فقد قام محمد الجبلي ببناء قرية تراثية جميلة في مزرعته وعلى حسابه الخاص ويستقبل الضيوف والزوار والوفود المختلفة ويقوم بضيافتهم ، كل تلك المبادرات ينتظر مالكوها دعما من قبل الجهات المسؤولة عن السياحة والآثار. متحف الزيلعي في فرسان متحف بحري طراز معماري رفيع صورة العشش في قرية الجبلي التراثية