يواجه الوطن العربي فجوة غذائية كبيرة بين الإنتاج, والاحتياجات الاستهلاكية خاصة فيما يتعلق بمحاصيل الحبوب, والمحاصيل السكرية والزيتية. حيث تبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي في الوطن العربي من الحبوب حوالي 56 بالمائة ومن السكر نحو 34 بالمائة, ومن الزيوت النباتية نحو 28 بالمائة، وبالتالي فان أوضاع الأمن الغذائي العالمي تواجه تحديات كبيرة في ظل المتغيرات, والمستجدات الإقليمية والدولية, والتكتلات الاقتصادية الموجودة على الساحة العربية والدولية، وضمن التغيرات التي تواجه التجارة الزراعية على المستوى الإقليمي والدولي، دعا وزير الزراعة المصري خلال ملتقى اقتصادي "الأمن الغذائي في المناطق الجافة" بالدوحة إلى ضرورة بحث إمكانات الموارد المائية, وإدارتها في دول الإقليم, والفرص الاستثمارية في القطاع الزراعي, وإقامة مشروعات زراعية مشتركة في مجالات الإنتاج الزراعي ومستلزماته, والبحوث الزراعية والري والتصنيع والنقل والتجارة, وتسهيل انتقال السلع, ورؤوس الأموال, والأفراد بين الدول العربية, والإقليمية بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود. ولفت إلى التركيز على التوسع في إنتاج المحاصيل آنفة الذكر رأسياً وأفقياً بالنسبة للدول ذات الموارد الأرضية الزراعية مثل مصر والسودان والعراق وتونس والمغرب، وذلك وفقا للمزايا النسبية والتنافسية لكل دولة, وبتمويل من المنظمات, والصناديق الإنمائية العربية القائمة. وفي السياق نفسه, قال رئيس الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ التابع للأمم المتحدة: إن المنطقة العربية قدمت منذ ألف سنة مضت عديدا من المعارف التي تشكل اليوم أسس العلم في حقول عديدة من بينها الكيمياء وغيرها وأنه سيأتي الوقت الذي تقود فيه المنطقة العالم نحو تنمية مستدامة، خاصة أن القرن الحالي يعد قرن معرفة بامتياز، حيث لا تجد مشاكله من سبيل للحل إلا بالعلم والمعرفة. وألمح رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية الى ضرورة رفع معدلات إنتاج الغذاء, ولكن بالتوازي مع الحفاظ على المياه، مبيناً أنه بدون الأمن المائي لا يمكن أن يكون هناك أمن غذائي, خصوصاً في المنطقة العربية التي بها أقل نصيب للفرد من المياه في العالم. وبدوره شدد السيد جوزي سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على أهمية حاجة المنطقة لخلق سبل لتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الجافة, خاصة في وضع أصبح فيه مليارا شخص يواجهون خطراً متزايداً لعامل الحاجة إلى المواد الزراعية في المستقبل، وأبان أن المنظمة سجلت نقصا في معدل المجاعة في العالم متراجعاً من مليار إلى 800 مليون نسمة، لكنه وفق قنا, نبه إلى أن نسبة المحتاجين إلى المواد الغذائية ارتفعت في الفترة الحالية بإفريقيا إلى 83 مليون شخص، مشيرا الى أن النقص في المواد الغذائية, والمنتجات الزراعية, يؤدي إلى الأزمات والمشاكل، منبها بما تشهده الصومال من قلاقل، وتدفق للاجئين في مالي, ودول الساحل إضافة إلى مشاكل النزوح في اليمن. ولفت رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ما يتعلق بمشكلة التغير المناخي، حيث استثمر الصندوق مبالغ كبيرة لمواجهة هذا التحدي وصلت إلى 1.5 مليار دولار في الشرق الأدنى. وأوضح أنه استفاد منها ما يقرب من 110 برامج في المناطق الريفية، ففي بلد كمصر استفاد 1.3 مليون أسرة من البرامج التي وضعها الصندوق, وتم استصلاح 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية, وتم تخفيض تكلفة الري بنسبة 25 في المائة.