تسبب خلاف عائلي حول تقاسم تركة مالك أشهر مطبعة للصحف في اليمن في غياب أربع من أهم صحف المعارضة عن موعد صدورها أمس الخميس الا أن القائمين على هذه الصحف اتهموا السلطات بالوقوف وراء هذا الإجراء. وقال رؤساء صحف «الثوري» الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي المعارض و«النداء» المستقلة و«الشورى» الصادرة عن اتحاد القوى الشعبية و«الأمة» الناطقة بلسان حزب الحق وصحيفة «الحرية» الأهلية أن مطابع الجيل امتنعت منذ مساء الاربعاء عن طباعة صحفهم بسبب انشغال الورثة بجردها وتقاسم تركة مالكها الذي قتل في ظروف غامضة نهاية العام الماضي. وقال عبدالكريم الخيواني رئيس تحرير صحيفة الشورى «قامت المطبعة بطباعة أعداد محدودة من الصحيفة وزعت في أمانة العاصمة، ثم أوقفت طباعة بقية الكمية بحجة رداءة الورق. وأضاف بعد ان قمنا بشراء الورق تفاجأنا بالرفض بحجة ان لديها أعمال جرد قد تستمر لاسبوعين» وقال «الأمر نتيجة ضغوط على المطبعة. وفي ذات السياق قال سامي غالب رئيس تحرير النداء انه لا يستبعد ان يكون في الأمر استهداف لهذه الصحف وان كانت المطبعة تعذرت بعملية الجرد، واوضح انه حاول تغيير المطبعة لكن الوقت لم يسعفه لأن الخميس إجازة ولا يمكن طباعة الصحيفة في مطبعة أخرى الا بعد الحصول على موافقة من وزارة الإعلام وذلك لن يتأتى الا بعد السبت القادم. خالد سلمان رئيس تحرير الثوري اعتبر ما حدث ابتزازاً من خلفه بصمات السلطة وقال ان ذلك «يمثل انتكاسة أخرى لخطاب السلطة التي تتغنى بالهامش الديمقراطي لدى الدول المانحة في حين تمارس على الآخر ابشع صور التنكيل بالحريات العامة عبر الملاحقات والدعاوى القضائية الكيدية مدللا على ذلك بأن صحيفته تواجه 9 قضايا رأي في وقت واحد. وأضاف :إعاقة طباعة «الثوري» تكمل صورة المشهد السياسي الآخذ في الضيق والانحسار لجهة الديمقراطية وحرية التعبير «لأن السلطة التي ارادت إعاقة طباعة الثوري والشورى والنداء والأمة من خلف الستار وباصابع اخرى «لا تكشف عن حصافتها بقدر ما تكشف عن حالة من الضعف، والخوف مما تملكه منابرنا من مقومات مخاطبة هموم الناس والالتصاق بمعاناتهم.