الفراق.. من أقسى اللحظات التي تمر على الإنسان خاصة إذا فقد عزيزاً – لا سمح الله – تظلم الدنيا في وجهه، ويشعر بحرقة الحزن والألم، كم هو مؤلم الفراق، كم هو ثقيل على الأعناق، كم هو جارح للقلوب، وكم هو مبكٍ.. وكم تحدث الشعر عن معاناة الفراق، وعن القلوب التي ذابت ألماً وحسرة.. وفي مثل هذا الموقف المؤثر يبوح لنا الشاعر طلال السعيد عن مشاعره الباكية قائلاً: فارقت من لا كان ودّي أفارقه عقب الصلاة وتوّها الشمس شارقه الفجر يوم الناس تسعى لرزقها أنا عيوني بأزرق الدمع غارقه بكى وأنا أبكي يوم وقّفت أودعه والكل منّا يذرف دموع حارقه وعندما يفارق الإنسان شخصاً كان هو السبب في تربيته، والاهتمام به ونشأته، وساهم في نجاحه وتفوقه، وكان قريباً منه في كل لحظة وساعة فإن فراقه يكون صعباً، فمن كان حاضراً وقت الفرح، ووقت الحزن، وفي كل أمور الحياة قريب من القلب والروح لاشك أن فراقه صعب ومؤثر وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر علي بن محمد القحطاني: يا قبر اعز إنسان غالي سكن فيك خفف عليه من التراب الثقيلي يا قبر ماني طيّب عقب راعيك اللي رعاني صار عندك نزيلي أغليك أنا يا قبر من حب راعيك مرحوم يا راعي الوفا والجميلي وكم هو مؤلم فراق منهو راسم البسمة، وماسح الدمعة، ومحل الثقة، وكثير من الناس لا يتحمّل فراق من يُبدي له حباً ووداً ووفاءً على مر السنين فتفيض العيون بالدموع والقلب يتألم حرقة وحسرة.. لكن هذه الأقدار إذا حان وقتها لا تتأخر، والإنسان لا يعلم ماذا يخبئ له الزمن. قبل النهاية للشاعر عائض الحبابي: إلى اللقا يا أغلى حبيبه بيتها وسط العيون فامانة الله والدموع أصدق مواعيد الوداع ماستوعب الموقف ولكن ما دخل نفسي ظنون بأن المقادير بيد الخالق موادعنا الضياع