كنا في زمن ليس بالبعيد نسمع عن هروب العاملات المنزليات وكانت تمر الأيام بل الشهور ولا نسمع إلا عن القليل، ولكن خلال السنوات الأخيرة لا يكاد يخلو منزل من هروب عاملة منزلية وأصبحت تشكل ظاهرة خطيرة تهدد الأمن ومعاناة في مجتمعنا على الرغم من حرص أغلب الأسر على دفع مستحقاتهن في وقتها أو دفعها متى ما رغبت العاملة المنزلية وما يلقينه من حسن المعاملة من معظم الأسر وليس هروب العاملات مقتصرا على جنسية معينة بل مختلف الجنسيات، ولا يقدرن المعاملة الحسنة والعقد الموقع بين الطرفين، وما يتكبده رب الأسرة من خسائر مالية، ولو افترضنا جدلا، أن العاملة تجد سوء معاملة من الأسرة، ألا يمكن لتلك العاملة من اللجوء إلى الشئون المختصة بالعاملات وعرض مشكلتها بدلا من اللجوء إلى الهروب إلى عالم مجهول والذي يضع تلك العاملة الهاربة في موضع شك من وراء الهروب؟! والشيء الذي يدعو إلى الاستغراب وإلى الكثير من علامات الاستفهام هو: لصالح من يفعلن هذا؟ هل لعصابات تقوم بتشغيلهن بطرق غير نظامية في ظل غياب الأنظمة والتشريعات الرادعة التي تردع تلك العمالة من الهروب وتحفظ حق المواطن الذي في معظم الأحيان هو في حاجة ماسة لتلك العاملة لظروف قاهرة لا مفر له منها، ثم السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: كيف تتمكن تلك العاملات الهاربات بالعدد الهائل من مغادرة المملكة بكل يسر وسهولة دون أن يعلم رب الأسرة عن مصير العاملة ؟ وتبقى في وضع "هروب" في سجله المدني الالكتروني وبمعنى آخر، هل يجدن من يسهل لهن خروجهن؟ على الرغم من قيام رب الأسرة بإبلاغ المديرة العامة للجوازات عن طريق الإجراءات النظامية المتبعة، أسئلة وغيرها الكثير تحتاج إلى إجابة حتى لا تندرج تلك الأسئلة ضمن الألغاز المحيرة والتي يصعب حلها. وفيما يتعلق بإجراءات التبليغ بدءًا من شئون العاملات التابع لوزارة الشئون الاجتماعية الواقع شمال الرياض وحتى تسليم جواز العاملة المنزلية، للمديرية العامة للجوازات فثم ملاحظات منها عدم استخدام التقنية الآلية في عملية استلام البلاغات من المواطنين إذ ان الواقع الحالي يتم فيه استخدام الطرق اليدوية سواء من قبل شئون العاملات أو الجوازات إذ أن المتبع لدى الجوازات طرق بدائية ومبنى يظهر عليه القدم لا يتوافق مع المكانة المتقدمة التي وصلت إليه بلادنا الغالية، وثمة تساؤل ونقول ما هو الدور الذي تقوم به المديرية العامة للجوازات للحد من ظاهرة هروب العاملات المنزليات؟! مثل الجولات التفتيشية والبحث الجاد عن العاملات الهاربات بعد التبليغ من قبل رب الأسرة، والتشديد على المواطنين بعدم تشغيل العمالة غير النظامية. ومن هنا نطالب بإنشاء مركز اتصال يعنى بشئون العاملات المنزليات للرد على استفسارات المبلغين والتواصل أولاً بأول لمعرفة مصير العاملة الهاربة وتزويد المركز المقترح بالموظفين المختصين المدربين على كيفية التعامل مع الجمهور وتزويده أيضا بالأدوات والتقنية اللازمة حيث إن الوضع الحالي لا تجد من يرد على استفسارك.