تراجع إنتاج المصانع السعودية من الحديد الصلب في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 2.8%، ليصل إلى 3.85 ملايين طن مقارنة ب 3.96 ملايين طن في الفترة المقارنة من العام الماضي. وما زال السوق المحلي يعاني من عجز في العروق ويشهد نمواً في مستوردات قضبان التسليح في كل مرة تتسارع وتيرة المشاريع الإنشائية الجديدة. وستقوم الشركات المحلية كسابك والطويرقي وحديد الراجحي بإنتاج 7.4 ملايين طن من العروق في 2012 ليبقى هناك حوالي 2.5 مليون طن يتم استيرادها وفقا للاتحاد العربي للحديد والصلب. ورفعت السعودية إنتاجها من الصلب الخام من 4.67 اطنان في 2008 إلى ما يقدر ب 6.9 ملايين طناً في 2012, ومن المتوقع أن يتم استثمار 285 مليار دولار في منطقة الخليج في المشاريع الإنشائية الجديدة بين هذه السنة وسنة 2016 مما سيستلزم حوالي 47.5 مليون طن من الصلب مما يرجح تواصل الاستيراد في المستقبل القريب. وحسب الاتحاد العالمي للحديد والصلب فقد تراجع إنتاج السعودية من الحديد الصلب بنسبة 8.1% في شهر سبتمبر إلى 410 الاف طن مقابل 448 ألف طن في سبتمبر 2011. ويأتي تراجع إنتاج الحديد الصلب في السعودية على الرغم من الطفرة الموجودة في المشروعات في المملكة هذا العام. وفي هذه الأثناء شهدت منطقة شمال إفريقيا نمواً في إنتاج الصلب الخام ومن المتوقع خلال 2012 إنتاج 9.6 ملايين طن مقارنة ب 13.6 مليون طن في الخليج. من ناحية ثانية فإن التطورات الاقتصادية المتوقعة والواعدة في الجزائر والمغرب وتونس ستشهد نمواً في استهلاك الفرد من الصلب في هذه المنطقة بأقل من 100 كغ مما سيوفر فرصاً قوية لمصنعي الصلب. وخلال 2012 من المتوقع أن تنتج الدول العربية 23.2 مليون طن أو 1.45% من إنتاج الصلب الخام العالمي. وعلى صعيد الاستيراد ارتفعت واردات المملكة من الحديد التركي 141 % خلال فترة النصف الأول من 2012 وصولا إلى 354 ألف طن. وتعكس زيادة الطلب السعودي على الحديد التركي حجم الطلب المحلي الكبير على الحديد المستورد والذي يستورده تجار سعوديون من تركيا وأوكرانيا والصين. وتشير معطيات السوق إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستصبح واحدة من أهم المراكز العالمية في إنتاج الحديد والصلب خلال السنوات 5-10 القادمة بالرغم من أنها تساهم فقط ب 2% من إنتاج الصلب الخام العالمي أي ما يقدر ب 27.4 مليون طن وفقاً لشركة البحوث والاستشارات الاقتصادية فروست أند سوليفان. وسيرتفع المتوسط العالمي للفرد من استهلاك الصلب في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليصل إلى 240 كغ للفرد نظراً للكثافة السكانية المنخفضة والاستثمارات الضخمة في مشاريع البنية التحتية والمشاريع السياحية. ومن المتوقع نمو قطاع الإنشاءات في منطقة الشرق الأوسط بمعدل سنوي يصل إلى 3.5% في عام 2015 متجاوزاً معدلات النمو في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية.