أكد استشاري الطب النفسي الجنائي بجامعة كولومبيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور ستيفن سميرنق Steven Simring) Dr.) أنه لا توجد علاقة قوية بين المرض النفسي وارتكاب الجريمة، مبينا أن أكثر من 95% من المجرمين لا يوجد لديهم أمراض نفسية عدا بعض مستخدمي المخدرات، وأن 90% ممن لديهم أمراض نفسية لا يرتكبون جرائم. وأشار الى ان محاولة ربط أي جريمة بالمرض النفسي خطأ كبير، موضحا أن هناك فريقا من المختصين يشارك في تقييم الشخص الذي يطلب تقرير طبي حول مسؤوليته الجنائية. وكان الدكتور ستيفن قد زار مجمع الامل للصحة النفسية بالرياض حيث استقبله المدير التنفيذي بالمجمع الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني، والمساعد الطبي الدكتور رياض النملة، والدكتور حسن الشهري اخصائي الطب النفسي بالقسم النفسي الجنائي بالمجمع. وتجول في ادارات المجمع وزار القسم الجنائي بالمجمع واستمع الى خطة القسم وبرامجه حيث يعد من الاقسام التي تم استحداثها مؤخراً. واشاد الدكتور ستيفن بمستوى الطب النفسي في المملكة العربية السعودية وقال: من خلال احتكاكي بممارسي الطب النفسي أنا مندهش من المستوى المتقدم والمعلومات الطبية النفسية وما يمتلكونه من خبرات في التعامل مع الأعراض والأمراض النفسية، والعلاجات النفسية الدوائية والسلوكية. وأضاف (Simring Dr) في الطب النفسي الجنائي نستطيع تحديد ما إذا كان هذا الشخص الذي ارتكب جريمة يعاني مرضا نفسيا أو لا والقاضي هو الذي يستطيع اتخاذ القرار في المسؤولية الجنائية باستخدام تشخيص الاضطراب النفسي والقوانين المشرعة من الدولة، مضيفا أن هناك طرائق لكشف إدعاء الشخص بأنه مريض نفسي وهو ما يطلق عليه في الطب النفسي (التمارض) ومن هذه الطرائق، معرفة التاريخ المرضي للشخص على أن يوجد دائماً لدي شك في المرة الأولى لأي شخص يرتكب جريمة ويحال لتقييمه النفسي، وطبيعة المرض حيث أنه من السهل جداً أن يقول شخص تم الإيحاء إلي لارتكاب جريمة ولكن من الصعب أن يمثل طبيعة المرض النفسي بأعراضه وسلوكه، وكذلك عن طريق المراقبة اللصيقة مدة لتصرفاته وسلوكه الشخصي، وعن طريق المقاييس النفسية. وعن زياراته للمملكة أوضح أن هذه الزيارة تعتبر الرابعة، وكانت المرة الأولى من أجل الترتيب مع أحد الأطباء السعوديين لاستقبال شاب سعودي يدرس في ولاية (نيوجيرسي) الأمريكية أتته نوبة ذهان بسبب سوء استخدام الحشيش واعتدى على إحدى الأسر، وبالكشف عليه وجد أنه غير مسئول عن تصرفاته وتمت إعادته للسعودية. والمرة الثانية كانت في قضية لأحد الطلاب الذي لا يزال ملتحقا بالدراسات العليا في الولاياتالمتحدة، وكان لديه اضطراب الضلالات، ونتيجة لذلك قام بقتل أستاذ جامعة في أمريكا بسكين، حيث قمت بزيارة للسعودية مع المحامية فريدريكا ميلر، للتحدث مع كل الأطباء النفسيين الذين سبق لهم الإشراف على حالته منذ طفولته في الرياضوجدة. ويشير الدكتور ستيفن الى علاقته مع الشماغ السعودي حيث يقول: في الزيارة الثالثة دعيت كمحاضرا في دورة للطب النفسي العام قدمت للأطباء المتدربين بمدينة الرياض، وفي هذه الزيارة بدأت علاقتي مع اللبس السعودي الذي أفتخر فيه كثيرا، حيث كنت أرتدي اللباس الرسمي الغربي، وشعرت بنوع من البعد بيني وبين المتدربين. وفي اليوم الثاني قررت لبس الثوب والشماغ وهو ما وجد قبولا بين المتدربين وزال الحاجز الذي كان بيننا والآن أصبحت أشعر بالارتياح لارتداء اللباس السعودي وبدأت أحب هذا اللباس. وعن زيارته الرابعة والحالية أشار الى انها بطلب من وزارة الصحة لتقديم الاستشارة في مجال الطب النفسي الجنائي، مؤكدا المستوى المتطور الذي وجده بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض.