في عالم ملئ بالصراعات، وفي محيط أصبحت فيه الأضواء تسلط على الكل، يحاول البعض الخروج عن كل ذلك والانطواء على أنفسهم علهم يجدون في أزقة الأماكن اذنا صاغية أو حضنا يرتمون فيه ليحكوا معاناتهم أو نجاحاتهم المهم إنهم يريدون من يسمع لهم، ذلك ينطبق على الإنسان العادي، فما بالنا بالشخص الذي أوهمه مجتمعه بضعف أو نقص . المتابع للانترنت وخصوصا لمواقع التواصل الاجتماعي يلحظ ومنذ البدايات تواجدا قويا لذوي الاحتياجات الخاصة فبدءاً من تدشين التربوية فاطمة محمد موقعا متخصصا في شؤون الإعاقة أطلقت عليه "إعاقتي .. بإرادتي اتخطاها" مرورا بمجموعة كبيرة من صفحات الفيس بوك التي تعنى بالمقام الأول بهموم ومتطلبات هذه الفئة وانتهاء بمعرفات في تويتر تحكي قصصا عن المعاناة اليومية او صورا لنجاحات حققت، هذه المعرفات بدأت تتطور وتنضج حتى افرزت لنا مجموعات محددة تهدف إلى توظيف ذوي الاحتياجات او حتى توفير بعض الاحتياجات الأساسية لهم ، هذا الحراك الإلكتروني كان نتاجا طبيعيا لتهميش البعض لمطالبات هذه الفئة فالكثير من مؤسساتنا الأساسية تفتقر حتى لأبجديات التعامل معهم بل انها تفتقد للتسهيلات التي يجب توافرها، هذا الإهمال لا يتحمله المجتمع فقط فمؤسستهم الرسمية ما زالت حائرة في مسماها فالمتعارف عليه أنها " جمعية الأطفال المعوقين " بينما نرفض جميعا هذا المسمى مقتنعين أنهم " ذوو احتياجات خاصة " وإذا ما افترضنا جدلا أنها جمعية " للمعوقين " فكان من المنطق ان تتبنى كل "معوق فكرياً " وهم للأسف كثر لدينا. كل ذلك بالإضافة الى الاحباط الذي نعيشه يوميا في شوارعنا وفي تعاملاتنا اليومية جعلهم يهرلون إلى ملاذ آمن بالنسبة لهم، ملاذ بدأ يعطيهم بعضا من الضوء الذي يستحقونه. حكاية تويتر، تعلمنا أن نفتح صدرونا أكثر وان نعطي في صحفنا مساحات اكبر، أن نتحول من مجتمع يعشق " الفلسفة الكلامية " إلى شعب يجيد أبجديات الإصغاء لمن هم حوله.. كل ما يمكننا فعله أن نحول عقولنا إلى حاضنات ينتمي أو يرتمي فيها أعضاء هذه الفئة بهمومهم وفشلهم ونجاحاتهم فهم نحن ونحن هم.