عاود مرشحا الرئاسة الأمريكية باراك أوباما وميت رومني الهجوم على بعضهما قبل أيام من الانتخابات المقرر إجراؤها في السادس من نوفمبر الجاري، وذلك بعد أن علقا حملتهما الانتخابية إثر الإعصار ساندي. وقال رومني خلال تجمع انتخابي في رونوك بولاية فيرجينيا إنه مرشح من أجل التغيير، مضيفا أن أربعة أعوام أخرى في عهد أوباما ستكون "مدمرة" لاقتصاد ما زال ضعيفا. وأضاف: "ليس بوسعنا تحمل أربعة أعوام أخرى مثل الأعوام الأربعة الماضية". وتابع " انا اعرف انصار اوباما يهتفون 'أربعة أعوام أخرى' اما هتافنا فهو 'خمسة أيام فقط". كما انتقد أوباما منافسه الجمهوري قائلا: إن شعار التغيير الذي يرفعه ليس هو المطلوب. وقال أوباما في لاس فيجاس: "في الأسابيع الختامية لحملته، يستخدم الحاكم رومني كافة مواهبه كرجل مبيعات ليروج لنفس السياسات التي فشلت فشلا ذريعا لبلادنا .. السياسات التي نحاول تنظيف آثارها بعد ما يزيد على هذه السنوات الأربع الأخيرة". من ناحية اخرى اعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ دعمه الرئيس باراك اوباما في حملة الانتخابات الرئاسية الثلاثاء معتبرا ان جهوده لمكافحة التغيير المناخي تطغى على ادائه في الاقتصاد. ووصل بلومبرغ الى منصبه على رأس بلدية نيويورك كجمهوري غير انه انفصل بعدها عن الحزب وهو اليوم يدير كبرى مدن الولاياتالمتحدة من موقف مستقل ولم يؤيد ايا من المرشحين في انتخابات 2008 بعدما دعم جورج بوش عام 2004. وقال بلومبرغ ان رد الرئيس على الاعصار ساندي المدمر الذي غمر بالسيول القسم الاكبر من مانهاتن السفلى وادى الى مقتل اربعين شخصا في نيويورك كان له تأثير على قراره دعم الرئيس الديموقراطي. وقال بلومبرغ "ان الدمار الذي انزله الاعصار ساندي بمدينة نيويورك والقسم الاكبر من شمال شرق البلاد من خسائر بالارواح والمنازل والمحلات سلط الضوء على الرهان في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء". وقال "اننا بحاجة الى دور قيادي من البيت الابيض وعلى مدى السنوات الاربع الاخيرة اتخذ الرئيس باراك اوباما خطوات كبرى لتخفيض استهلاكنا لثاني اكسيد الكربون بما في ذلك تحديد معايير عالية لكفاءة الوقود بالنسبة للسيارات والشاحنات". وجاء موقف بلومبرغ بمثابة مفاجأة قبل خمسة ايام من الانتخابات الرئاسية. ورحب اوباما بهذا التأييد وقال في بيان "انني اكن له احتراما كبيرا في الاعمال والانشطة الخيرية والحكم، واقدر العمل الهائل الذي يقوم به في الوقت الحاضر في قيادة مدينة نيويورك وسط هذه الايام الصعبة". غير ان بلومبرغ اشار في الوقت نفسه الى انه بعدما قدم اوباما نفسه عام 2008 على انه براغماتي يعمل على حل المشاكل واقامة اجماع، فهو "خصص القليل من وقته وجهوده لانشاء ودعم ائتلاف من الوسطيين". وتابع انه "بدل ان يوحد البلاد حول رسالة تضحية مشتركة، دخل في هجمات حزبية واعتمد اجندة شعبوية مثيرة للانقسام تركز على اعادة توزيع الدخل اكثر منها على استحداثه". واقر اوباما في بيانه بأنه لم يكن على توافق على الدوام مع بلومبرغ. وقال "قد لا نكون متفقين على جميع المسائل، الا اننا متفقان على اهم مسألة في زمننا وهي ان الاساس لاقتصاد قوي هو الاستثمار في مهارات شعبنا وتعليمه، وعلى ان اصلاح نظام الهجرة اساسي من اجل قيام ديموقراطية منفتحة وحيوية وان التغيير المناخي يشكل تهديدا لمستقبل اولادنا". الى ذلك قبل خمسة ايام من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، يستعد رومني لجولة اخيرة تشمل ست ولايات. وفي هذا السياق، توجه رومني الجمعة الى ويسكونسن والى مدينتين في اوهايو بشمال البلاد. واليوم يعقد المرشح ثلاثة لقاءات انتخابية في نيو هامشير (شمال شرق) وايوا (وسط) وكولورادو (غرب). والاحد، يتوجه رومني مجددا الى ايوا وكذلك الى ولاية بنسيلفانيا (شمال شرق) حيث اظهرت استطلاعات الرأي تقدما مريحا لباراك اوباما. لكن برنامج رومني لبقية اليوم لم يعلن. ومساء الاثنين، يعود المرشح الجمهوري الى اوهايو حيث يعقد اخر اجتماع انتخابي قبل فتح صناديق الاقتراع في نيو هامشير في الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي. وعادة ما يسعى المرشحون في الايام الاخيرة من حملتهم الانتخابية الى الظهور في مظهر الفائز عبر التوجه الى ولايات غير محسومة لمصلحتهم. اما المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بول راين فيجول حتى الثلاثاء في كل من كولورادو ونيفادا وايوا واوهايو وبنسيلفانيا وفرجينيا وفلوريدا.