لقد أنعم علينا ربنا سبحانه وتعالى بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى بحياتنا ومن هذه النعم هي القدرة على الكتابة والتعبير عما يحول في خواطرنا من جميع الأمور.. وقبل أن نستغل هذي النعمة يجب على من يقوم بالكتابة أن يعرف التمييز بين الخير والشر، لأن ما سيقوم بكتابته يعتبر بمثابة رسالة خير ونصح ومساعدة وما إلى ذلك وليس رسالة شر تؤدي إلى الهلاك والضياع والخراب . قاعدتي التي استعملها في كتاباتي هي : أكتب وعبر عما في خاطرك ولكن بحدود وضع تحت هاتين الكلمتين العديد من الخطوط العريضة إذ يجب مراعاة عدم الدخول والتطرق إلى الدين والسياسة والطائفية والقبلية وما لا شأن لنا فيه، فكل موضوع له صاحبه وأهله يكتبون فيه.. لا تتردد في كتابة مايجول في خاطرك ولك أن تعبر عنه كما تشاء، ولا تحبس هذا التعبير بداخلك بل قم بإطلاق قلمك بشكل صحيح للوصول إلى تصبو إليه، ولا مشكلة لدي إن طلبت المساعدة في ترجمة أفكارك وصياغة تعبيرك وكتابتك لتصل إلى الكتابة الصحيحة السليمة. حاول أن تكون صادقا فيما تكتبه لأنه وبكل بساطة سيصل إلى قلوب الكثيرين بإذن الله.. وكن طموحا فيما تكتبه وحاول انتقاء الأمور الصحيحة التي من شأنها أن توصلك إلى لقب ( الكاتب ) وطبعا هذا ليس بسهل، إذا يوجد العديد من الكتاب الذين تعبوا ومنحونا الكثير من كتابتهم الرائعة.. والمقصود هنا ألا تقوم بالكتابة فقط لمجرد الكتابة، ولا تضيع وقت من يقرأ كتاباتك بدون أن تقوم بالكتابة وطرح الجديد في كل مرة، وأيضا لا تستغل الكتابة فقط لإثبات الحضور في حدث ما فقط ، بل أكتب لهدف وانتبه لئلا يكون مكررا لأنه لن يقدمك ولن يؤخرك . يجدر بي الإشارة إلى أنه وحتى تصل إلى لقب ( الكاتب ) يجب أن يكون لديك هواية القراءة والمطالعة لكل ما يفيدك وهذا سيولد لديك الأفكار لأن الأفكار لا تأتي من الفراغ، وكلما كنت مطلعا كانت أفكارك ذات فوائد فاسعَ إلى الإكثار من القراءة والمطالعة.. ومن جهة أخرى يجب أن تعرف بأن كتاباتك السليمة والصحيحة ستوصلك يوما إلى المجد والشهرة فكن جاهزا لهذا ولاتكن مغترا فتقع . أنظر إلى الأفق وبصدق وابتعد عن الانفعالات واللحظات لأن الكاتب يجب أن يكون فاعلا ويقدم ما هو خير للناس وكن هادئا كما هو الطبيب الذي يقوم بفحص المريض وتشخيص مرضه وبعدها يقوم بوصف وكتابة العلاج الشافي له . يجب أن تكون إيجابيا في هذه الحياة وتناول الأمور التي تدور في هذا الزمان التي ليس فيها نظريات وجدليات وتاريخيات كأن تتناول ما يهم الناس وقضاياهم وتقدم لهم الحلول بطرق سهلة يمكن أن توصل المعلومات لهم بكل سهولة وحتى لو كان هذا الحل متواضعا وبسيطا فمن الممكن بأن يكون الخطوة الأول للحلول الحقيقية.. وكن داعيا للخير واعلم بأن لديك رقيبا عتيدا . لدي فكره تراودني منذ زمن وها أنا أطرحها: كما تعلمون بأن التعبير يدرس بالمدارس، فلماذا لا يقوم المدرسون المسؤولون عن هذه المادة بمتابعة ما يقوم به الطلاب من تعبير لتقوية أسلوبهم بالتعبير ولاختيار من يقومون بالتعبير بطرق رائعة وسهلة وسلسة ويرسلونهم إلى نوادٍ خاصة بالتعبير ليكون فعالا أكثر.. ومن شأن هذه النوادي مد هؤلاء الطلاب بالكتب المفيدة لكي يحصلوا على المعلومات التي يريدونها ويعلمونهم كيفية الكتابة وطرقها وخلافه وهذا ما سيوصلنا إلى وجود العديد من الكتاب والإعلاميين.. وختاما أسال الله العفو والعافية وأحمده على كل نعمة أنعم بها علينا وأسأله أن يفك كرب المسلمين في كل مكان وأن يطيل بعمر والدنا وملكنا والعائلة المالكة ويديم علينا وعلى المسلمين جميعا نعمة الأمن والأمان .