يشكل سؤال الأطفال وكثرة إلحاحهم على الوالدين هاجساً كبيراً لديهم في حال اهمالهم، وبذلك يتشكل داخل الطفل نزاعات وضغط نفسي من خلال ما يطرحه على والديه وتؤثر في عقله الباطن. وقالت "هبه ناصر أحمد بدوي" - عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف - "أنّ الطفل في هذه الحياة كإنسان وجد نفسه في بيئة غريبة عنه وغامضة عليه، فهو يريد أن يسأل حتى لا تطول حيرته، ويشعر بالقلق، والتوتر النفسي، وبالخوف أحياناً، فهو لا يدرك من أين جاء مثلاً، ولا يدرك معنى اختفاء بعض الوجوه من حوله بالموت، ولا يعرف لماذا ولد له أخ أو أخت ينازعه عرشه ومكانته عند أبويه، ويجد نفسه في غاية من الحيرة والتردد، والطفل لا يدرك بالطبع أنّ هناك أسئلة تُسبب الحرج للآباء وتجعلهم عاجزين عن الإجابة، وهو أيضاً لا يدرك أنّ هناك أوقاتاً غير مناسبة"، مبينةً أنّ دور الكبار يبدأ في تعويد الطفل على تخير الأوقات المناسبة للأسئلة، مع عدم الاعتراض على أي سؤال يدور في ذهنه؛ لأنّه يمثل بالنسبة إليه هاجساً كبيراً، وضغطاً نفسياً هائلاً، فالإجابة عن أسئلة الطفل تعطيه كثيراً من الثقة بالنفس، وتنمي مهاراته اللغوية والعقلية. حب استطلاع وأضافت أنّ هذه الأسئلة والإجابة عليها تؤثر في العقل الباطن للطفل شريطة الإجابة عليها، فعندما يجيب الوالدين على كل تساؤلاته ولا يتجاهلونها يشبعون حب الاستطلاع عنده الذي يعد من مظاهر النمو العقلي عند الأطفال، فقد أجريت دراسة على حب الاستطلاع عند أطفال السنة الأولى من خلال ملاحظتهم في منازلهم جاء فيها أنّه لا يوجد طفل في الشهر الثامن لا يتمتع بدافع قوي للاستطلاع، ولم يكن هناك أي طفل في حاجة إلى ثواب ليكتشف أرجاء المنزل عندما يبدأ الحبو، فنشاط سلوك حب الاستطلاع والاستكشاف، ويتمثل ذلك في كثرة أسئلة الطفل عن الأشياء وأسبابها، وغالباً ما يسمع الوالدان أسئلة كثيرة تبدأ بماذا، ولماذا، وكيف، وأين، وقد يكون مدفوعاً لهذه الأسئلة بالخوف والقلق، أو حب الاستطلاع أو محاولة للفت الانتباه، وقد يضيق الآباء بهذه الأسئلة فيجيبون إجابات خاطئة أو عشوائية خاطئة إذا ما كانت الأسئلة محرجة، موضحةً أنّ القاعدة العامة في الإجابة على الأسئلة الحرجة هي الإجابة الصحيحة الصادقة البسيطة دون الدخول في التفاصيل، مشددةً على أهمية الاهتمام بهذه الأسئلة؛ فهي طريقة إلى المعرفة وإشباع فضول الطفل وتحقيق بعض دوافعه. رسائل واضحة وأشارت إلى أنّ هناك عدة قواعد لبرمجة عقل الأطفال الباطن، مشترطةً قبل ذلك أن تكون الرسالة واضحة ومحددة، وأن تكون إيجابية مثل "أنا قوي، أنا سليم، أنا جميل، أنا أستطيع الامتناع عن.."، كما يجب أن تدل على الوقت الحاضر فلا تقال "أنا سوف أكون قوياً"، بل "أنا قوي"، مع ضرورة أن يصاحب الرسالة الإحساس بمضمونها حتى يقبلها العقل الباطن ويبرمجها.