الشاعر مرزوق بن ضويحي مزيد العجيلي أحد شعراء منطقة الجوف البارزين الذي عشقوا الشعر وسموا به تتميز قصائده بالحماسة والفخر والطابع الديني الذي لا يخلو من النصح والوعض والتذكير فقد استطاع توظيف كلماته العذبة بكل حِرفة ودقة وذكاء لتصل للمتلقي بهدوء وسهولة وتستقر في قلبه وتلامس وجدانه، لا يبتعد في قصائده عن الواقعية ودقة الوصف وسلاسته والهدوء في الإلقاء ومن خلال قراءتي لبعض نصوصه الشعرية والتي يتداولها محبوه فيما بينهم اجتهدت فجمعت له بعض القصائد لتحتظنها هذه القراءة البسيطة للقصائد وحرصت على جمع ما لم يسبق نشره يقول في إحدى قصائده وهو في البر وبين الأبل يقول :- والصبح قام وشب نار المعاميل صبح المطر ومزونهن في سماهن سحباً ومثل البارحه حطن السيل واليا حفرنا مالحقنا ثراهن سحباً رزيز ارعودهن كالزلازيل وكل المصامد والمحاير ملاهن بالوادي اللي فيه النا مداهيل ومنازلاً راع الوفا مانساهن ان ربّعت إل مبعدين المراحيل وزان الربيع وقام ينغط قطاهن تلقى مع الراعي حليب المباهيل حمرًا ولولا عزته ماقناهن واليا حلبهن للوجيه المقابيل وحمر الزبادي من صميله ملاهن كما أن للابل عشقاً في قلب الشاعر لذلك هي نالت الكثير من الوصف في الكثير من قصائده فيقول في إحدى القصائد : سلامًا احلى من لبن كل محضان حمر البكار اللي رعت بالمحيري مرباعهن وقت الحيا غرب حذران ارض العذا والصيد فيها كثيري محميةً فيها حباري وغزلان ذولا رتوع وذاك سربا يطيري ما طبن الديره وحطًا بحيشان ولا قيل حطوا بالمعالف شعيري يرعن شجر حمضًا من السيل رويان وعشبًا يساقيه المطر والغديري ون روحن معهن عشاير وحيران ومعهن فحلهن هايجًا له هديري يرعن لما مرباعهن بالحيا زان لما وبرهن طاح وقت الهجيري وان جن بوقت القيض والقرو مليان شربًا وزاعن للمفالي صديري ولا ننسى دخول الانواء وقرب طلوع سهيل فيقول:- سهيل لامنه تبين وشفناه هب البراد وفارق الطير ضله وراع القنص علق مقاضيه وغطاه وعلّق على شغل القنص خيمةًٍ له ورما الوعد للي رفقهم تمناه للديره اللي شوفها غايةًٍ له وتلايعوا في موعدًا قبلهم جاه عقب الصلاه من البلد جاهمًا له ونشا السحاب وخالق الكون مشاه بأمره يساق لديرةً مرسلاً له وان هب نسناس اللقاح وتغشلاه ارعد وبرقه لاح لمخايلاً له وليا تقطّع عقربانه وخلناه يبحل به اللي لا شلع شايفًا له وقال أيضا ً في وصف شبّت النار هذا المقطع الفائق بالجمال ... البارحة والنوم عن حاجري طار سهرت ليلي والسهر جاز ليه وعرضت من سود الهشايم على النار عجز النفود اللي جنوب القريه يشدًا عضود اللي نبا كنه الغار هرشًا على زمل المصاليح سيه وقت الهدد به قيد وخزام وهجار ولولا الثلاثه غير ياكل خويه ثم يستطرد وصف القهوة فيقول: وسويت بنً يرغبه صاحب الكار مهيلا والبن حمسة ايديه في دلةًٍ ألها معاميل ووجار نجلس عليها كل صبح ومسيه ريحه يشوق اللي على الكيف دوّار اللي على الفنجال نفسه شفيه وشفيت فنجالاً على شفتي حار انعش ضميري يوم شفه فميه الحقيقة أن الحديث عن الشاعر ذو شجون والمجال لا يسمح للأسترسال أو الغوص في بحره لذا وجب التنويه أن الشاعر صدر له ديوان شعر مقروء يحتوي على مجموعة من أجمل وأصدق قصائد المدح والقصائد الدينية في النصح والأرشاد وقصائد البر والمقناص حمل اسم (( ديوان شاعر الوادي )) محمد حلوان الشراري