ربما نكون في بعض الأحيان نشاهد إحدى مباريات كرة القدم ونشعر بالاستغراب من بعض قرارات الحكم، تصرفات بعض اللاعبين، وأحياناً من النتيجة النهائية، نفكر ونحاول أن نحلل ونقول هل هناك تلاعب؟ يأتي للبعض منا تأنيب بالضمير بعد هذه الاتهامات ونحاول أن نكمل يومنا، لكن البعض يرفض ويريد معرفة حقيقة ما حدث لأن الفضول ينتابه ويبدأ يفكر بمبدأ التلاعب بالنتائج والتي من الصعب ايجاد حل لها، فربما يتحول الإنسان الشريف أو الأمين إلى منافق وربما في حالات نادرة يحدث العكس. لكن لماذا دخل هذا الفساد في رياضة كرة القدم؟ أليس من الأفضل الفوز بالجهد والعمل المتقن من الغش والاحتيال؟ بدأت هذه الحالة في الانتشار في آسيا خصوصا في الشرق عند الصين وماليزيا وسنغافورة. هناك لا يراهنون فقط على من سيفوز، بل يراهنون أن الهدف سيسجله اللاعب في الدقيقة كذا، اللاعب سيأخذ كرت أحمر مباشرة، الاتفاق يكون عادة بين وكيل المراهنات ولاعب ذو شخصية كبيرة في الفريق الذي لاحقاً يتفق مع بعض من زملائه على التكتيك وبالطبع يأخذون نسبة من أرباح وكيل المراهنات، لذلك تم القبض على مئات من اللاعبين والحكام في هذه الدول بعد التحقيق واستطاع البعض الهروب خارج البلاد. لنعود لسبب رئيسي في بدء التحقيق، في الصين دخل أرضية الملعب رئيس ناد ينافس في الدرجة الممتازة وأخرج فريقه وعندما استفسروا عن سبب تصرفاته، فقال( هناك فساد كروي لدينا، ليس فقط على مستوى الحكام، بل من منهم أعلى شائناً)، هذا رجل وضع حياته في خطر عندما قال هذا الكلام، لأن من المعروف أن وراءها عصابات كبيرة، قصة أخرى هو ما قاله ألميدا في كتابه عندما احترف في بارما الايطالي عام 2001 عن تهديدات من المافيا له ولعائلته إن لم يتعاون معهم، بالطبع في عام 2002 قرر ترك بارما بعد هذا الأسلوب والفساد. المؤسف والمخزي أنه في الماضي كانت كرة القدم لعبة لا يسودها الفساد، لعبة للمتعة ولكن عندما دخلت المراهنات بدأ الفساد ينتشر، وعندما توجه الاتهامات وتبدأ التهديدات، أصبحت اللعبة خطيرة وبدأت تفقد بريقها وجمالها في بعض الدول، لأن الفوز بشرف وجهد أصبح من الماضي، والفوز بالنصب وكسب الأموال أصبح من الواقع.