كافة وسائل الإعلام الإسلامي وحتى معظم وسائل الإعلام غير الإسلامي تتوجه خلال هذه الساعات نحو هدف واحد.. والى موقع واحد في حالة فريدة قد لانجد لها مثيلا في كل جوانبها على مدار العام !! هذه الأيام استطاع الإسلام .. وتمكنت مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بإرادة الله عز وجل من أن تجذب أنظار العالم الإسلامي إلى هذا الحدث وإلى هذا الموقع .. ليصبح الخبر الأول والأهم على كافة الوسائل الإعلامية خلال ساعات هذه الأيام !! حضر المسلمون بالملايين.. حضرت وسائل الإعلام بالمئات من المراسلين والعاملين.. الحدث هو الحج.. الموقع هو مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة.. الجميع حضر بإرادة ذاتية وبقناعة تلقائية من أجل ركن شرعه الله سبحانه وتعالى منذ رسالة سيدنا إبراهيم عليه السلام ليكون في مثل هذه الأيام من كل عام ملتقى الأفئدة والمشاعر والعواطف المختلفة الصادقة بإذنه تعالى على مدى هذه السنين !! مكان مختلف.. وحدث مختلف.. هنا مكةالمكرمة.. وهنا منى وهنا عرفات.. وهنا مزدلفة.. أماكن قصدها ملايين الأشخاص بدون طمع .. من غير هدف مادي أو كسب معنوي رجالاً ونساءً .. كباراً وصغاراً .. أطفالا.. وشباباً.. أغنياء.. فقراء .. أصحاء .. مرضى.. معاقين.. منهم من ركب السيارة ومنهم من ركب القطار.. ومنهم من يمشى على قدميه.. في كل فصول العام في الشتاء في الصيف في البرد في الحر .. المشهد هو هو لايتغير بتغير الطقس والظروف والحروب والأزمات .. الحج قائم والحجاج قادمون بإذن الله في كل عام .. الجميع لبسوا لباساً واحداً والكل يدعون إلها واحداً سبحانه وتعالى.. الكل يرددون دعاء واحدا، الكل يسيرون بكل هدوء وطمأنينة على نهج محمد صلى الله علية وسلم!! نعم إنه الحدث الذي جذب أنظار العالم الآخر وطرح عليهم علامات استفهام محيرة لماذا.. كيف ؟! وجميعها تساؤلات تصل في النهاية إلى إجابة واحدة وهي حقيقة إيمانية خالصة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي حرك هذه الجموع البشرية وسيرها من ديارها وأخرجها من منازلها ومن كافة إرجاء المعمورة وجاء بها إلى هذا المكان الطاهر.. جموع بشرية كانوا مختلفين في كل شيء .. واليوم في هذه الأماكن هم في أبلغ صورة من المودة والوحدة والمحبة والتآخي في مظهر ومشهد روحاني لاتجد له البشرية مثيلاً في هذا الكون.. مشهد كان وسيبقى يزداد عظمة عاما بعد عام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. الحمد لله على هذا المظهر.. شكراًَ لقيادة هذا الوطن على هذه الجهود.. وشكراً لكل العاملين المخلصين في كل ميادين الحج سواء في مكة أو في المشاعر المقدسة أو في المدينةالمنورة أو في كل المنافذ والطرق التي سلكها هؤلاء الحجاج في طريقهم إلى مكة وفي طرق عودتهم الى ديارهم.. عاملين وعاملات يعملون بكل جهودهم وجل إمكاناتهم .. هم جميعا جزء من قدرات هذا الوطن التي سخرتها قيادة هذه البلاد لهذه المهمة الإسلامية ولهذا الركن الإسلامي.. في مكةالمكرمة وفي المدينةالمنورة وفي المشاعر المقدسة.. تجسدت ولله الحمد وبتوفيق من الله وبكل فخر ديني ووطني واجتماعي هذه القدرات، ووحدت عملا مخلصا ومتفانيا من كل أبناء هذا الوطن العاملين في الميدان وفي المكاتب وفي كل المهام والواجبات وعلى مدار الساعة في أعظم صورة من التكاتف والإخلاص والجدية والنشاط ليس لها مثيل في أي مهمة فحملت كل المشاهد للعالم ابلغ الصور لوحدة عمل توحدت مع وحدة قلوب هذه الحشود التي لبت نداء الرحمن.. الحجاج والزوار والمعتمرون والاعلاميون يدركون جميعا حقيقة وثمار هذا الاهتمام في كل ميادين المشاعر وفي مكة وفي المدينةالمنورة في شتى الجوانب المعمارية والتنموية والخدمية والأمنية والطبية وكل عام يشهد تطوراً مختلفاً عن العام الذي سبقه!! حتى أصبح هذا الواجب ولله الحمد يقف على رأس اجتماعات هذه الدولة وفي مقدمة برامج خطط التنمية التي تعتمد في كل عام.. والحمد لله على هذا النجاح وشكراً لكل من ساهم في هذه المهمة..