اليوم قد يستغرب البعض الحديث عن بلد بعيد جداً وغير معروف مثل كوبا والتي كانت قد اشتهرت خلال أزمة الصواريخ في بداية الستينيات الميلادية خلال القرن الماضي إلا أنها كانت قبل ذلك منتجع الأثرياء في الولاياتالمتحدة وأوروبا والسبب كان ثراء البلاد بالخضرة والمناظرالطبيعية والسيجار وكذلك الرقصات التي اشتهرت بها، وسبب ثرائها بالفلكلور هو ببساطة نتيجة تعدد الأعراق فيها ولا ننسى أن الدول الساحلية تمتص المهاجرين من سكانها الأصليين التاينو، والمهاجرين الأسبان وكذلك الأفارقة. وسبب التسمية كوبا مختلف عليه فهناك من يقول إن كريستوفر كولمبس كان قد سماها كذلك نسبة لقرية مشابهة في الاسم في بلده الأصلي البرتغال، وهناك من قال إن الكلمة تعني البلد الثري بالخيرات في لغة أهل البلاد الأصليين.. طبعا تعد ثورة فيدل كاسترو عام 1959 ميلادية المفصل التاريخي والتغير لشكل البلاد ومنذ ذلك اليوم تبنت الدولة مبادئ الفلسفة الاشتراكية اقتصاديا، وأصبح كل شيء مملوكا للدولة. ولكن خلال السنوات الأخيرة وبعد شيخوخة كاسترو التي أبعدته عن إدارة الدولة قدمت قيادات جديدة ترغب في خصخصة قطاعات الدولة اقتصادياً، كوبا كما يظهر للجميع ذات تعداد سكاني غير كبير حيث يصل إلى 11مليون نسمة وكان من السهل في بلد زراعي تقديم نظام الدعم الاشتراكي لتغذية الشعب وكذلك نظام التأمين الشامل للجميع ولكن لا أظن أن الخدمات الطبية متقدمة، بعد الانفتاح الأخير وبسبب الدعم الموجود وكذلك مشكلة الدولار صدر نظام غريب هناك. ظهور عملتين في كوبا : الأولى هى (بيزو) الوطني وهي للمواطنين وللسلع الأساسية، والعملة الأخرى هي (البيزو) المتحول وهو للسياح والأجانب وكذلك لشراء السلع الثمينة، كان السبب في ظهور هاتين العملتين هو مواجهة تغيرالعملات الصعبة وتسهل للسائح تغيير العملة الكوبية بعد انتهاء رحلته والبيزو المتحول أثمن بكثير من البيزو الوطني وكان هناك سبب آخر وهو تفادي توغل الدولار في النظام النقدي الكوبي. الحقيقة كان هذا من أغرب الأنظمة النقدية التي رأيتها ولكنه يخدم السائح والاقتصاد الكوبي..