تسارعت التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد إعلان الرئيس المكلف فؤاد السنيورة تبلغه اعتذار «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه العماد ميشال عون عن عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، وباتت الكرة الآن في ملعب الرئيس اللبناني اميل لحود الذي عليه إما القبول بتشكيله حكومة من الأغلبية النيابية، وبالتالي يفقد الثلث المعطل فيها، أو رفضها، بما يعني ذلك دخول البلاد في أزمة حكومية. وسبق اعتذار عون زيارة قام بها رئيس كتلة «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري يرافقه النائب السابق غطاس خوري إلى الرابية حيث التقى العماد عون، وبحث معه موضوع تشكيل الحكومة الجديدة ومطالبه منها، وزيارة أخرى قام بها الحريري إلى السنيورة منتصف الليل، حيث استعرض معه حصيلة الاتصالات الجارية مع مختلف القوى السياسية. ولفت الرئيس المكلف في بيان إلى أن «التوزيع المعروف للحقائب» إضافة إلى الوقائع السياسية جعلت تلبية التمنيات التي وضعها النائب العماد ميشال عون أمراً شبه مستحيل بالنسبة، إلى الحقائب التي يمكن لممثلي كتلته أن يشغلوها في الحكومة، ما دفع «التيار الوطني الحر» وكتلته إلى الاعتذار عن عدم المشاركة. وإذا شكر «جميع من سعى إلى مساعدتنا في تأمين اوسع مشاركة سياسية ممكنة في الحكومة» وأكد السنيورة أنه سيواصل «مد اليد إلى جميع الحلفاء والأصدقاء في مجلس النواب وخارجه». مضيفاً إلى أنه «سيسعى» إلى جميع أشكال التعاون الايجابي مع العماد عون وكتلته من خارج الحكومة، خاصة لإنجاح البرنامج الرامي إلى تحقيق الإصلاح ومكافحة الفساد وإعادة لبنان إلى درب النمو الاقتصادي والاجتماعي. وفيما لم يُشر السنيورة مباشرة إلى السبب الذي دفع عون إلى الاعتذار، إلا أن الأوساط كانت تحدثت عن اشتراط إعطائه حقيبات «العدلية» لدخوله الحكومة، فيما كان الحريري قد أعلن ظهر أمس الأول من بكركي إلى أن لهذه الحقيبة خصوصية معينة تتصل بجريمة اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وجدد الحريري خلال لقائه عون رفضه التنازل عن هذه الحقيبة إلى أي جهة أخرى غير «تيار المستقبل»، مكرراً إليه تطمينات بأنه لن يضطر إلى تحريك الملفات الموجودة ضده في الوزارة، لكن عون أصر على العدلية، وعلى أن يعطى أيضاً 4 حقائب، بينها وزارة خدماتية له ولحلفائه. وهكذا انتهى الاجتماع من دون التوصل إلى نتيجة ويفترض أن يتابع الرئيس السنيورة مشاوراته لوضع صيغة التشكيلة الحكومية، تمهيداً لعرضها على رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في وقت لاحق اليوم. وكانت أوساط الرئيس المكلف قد ابلغت صحيفة «النهار» اللبنانية قبيل الإعلان عن اخفاق الاتصالات مع عون أن السنيورة يتابع مشاوراته وأن الأجواء ايجابية، ونقلت عنه أنه «مرتاح إلى سير الأمور». وعما إذا كانت الحكومة ستولد اليوم (أمس) أجاب: «لا». وهل ستكون الولادة غداً (اليوم)، قال: «انقلوا عن لساني بأني لن اسرب معلومات، لن ادخل في الأسماء أو الحقائب، ولن التزم مواعيد بالنسبة إلى إعلان الحكومة وكل شيء في وقته». وسئل هناك جلسة لانتخاب اللجان النيابية الأربعاء فهل تُعلن الحكومة قبل ذلك؟ أجاب: «لا صلة بين الأمرين، ليس ضرورياً».