لم يتسن للبريطانية "أندريا ويست" البالغة من العمر 35 عاماً وداع زوجها وأطفالها الستة قبل وفاتها ليس بسبب مرض سرطان عنق الرحم والخلايا الليمفوية المصابة به ولكن بسبب ضمها لبرنامج رعاية طبية يساعد المرضى الميئوس من شفائهم على مغادرة الدنيا (حسب زعمهم) بدون معاناة أو ألم . ويقول زوجها "كريس" أنه بعد تشخيص إصابتها بالسرطان العام الماضي نصحهم الأطباء بالذهاب إلى أحد مراكز التأهيل الطبي لمساعدتها على مواجهة مضاعفات المرض والعودة لعائلتها لتقضي معهم ما تبقى من عمرها والذي قدره الأطباء بأقل من عامين . ويضيف كريس أنه قبل يوم من وفاتها وعند زيارة عائلتها لها كانت متفائلة بالخروج من مركز النقاهة والعودة إلى منزلها وأطفالها الذين تراوحت أعمارهم بين عام واحد وسبعة عشر عاماً وقضاء بعض الوقت معهم. لكن كانت المفاجأة حين اتصل به المركز الطبي في اليوم التالي لدخولها المركز ليخبره بتردي صحة "أندريا" و أنه من الأفضل حضوره إلى المركز لرؤيتها حيث اندهش عند وصوله من سوء حالتها واعتقد بأنها أصيبت بعدوى فيروسية أدت إلى تدهور حالتها لكنه تفاجأ عندما أخبرته إحدى الممرضات بأن زوجته من ضمن المدرجين في برنامج طبي وطني يساعد المرضى الميئوس من شفائهم على الموت بلا معاناة. وعندما طلب من الأطباء الموجودين في المركز نقل زوجته إلى المستشفى بسرعة لإنقاذها أخبروه أن ذلك غير ممكن حيث فات الأوان وبأنها من المحتمل أن تموت في الطريق لينتهي ذلك المساء بوفاتها فعلاً . وقال "كريس" انه و زوجته "أندريا" لاحظا عند دخولها مركز التأهيل الطبي عبارة في ملفها الطبي تشير بعدم اللجوء إلى إنعاشها أو مساعدتها عندما تتردي حالتها الصحية فما كان منهما إلا أن طلبا من العاملين في المركز أكثر من مرة إزالة هذه الملاحظة التي لم تكن بطلب من "أندريا" و لا من عائلتها وعدم تفعيلها . وبعد وفاة "أندريا" صرح متحدث باسم المركز الطبي بأن المريضة لم تكن ضمن برنامج المساعدة على الموت وأنكر ما زعم زوجها مع رفض الإدلاء بمزيد من التصريحات في هذه المرحلة حتى تتضح الأمور أكثر . وقد أثارت الحادثة المعارضين على برنامج المساعدة على الموت الذي صدر عام 1990 الذي يقضي بمساعدة المرضى الميئوس من شفائهم على ما يسمى ب" الموت الرحيم" و ذلك إما لعدم جدوى علاجهم أو لارتفاع تكلفة العلاج حيث يخضع قرار ضمهم إلى البرنامج لرأي الأطباء بدون الاستناد لأمور طبية وعلمية واضحة وفي كثير من الأحيان بدون أخذ موافقة المرضى وعائلاتهم. أندريا في يوم زفافها