قال السفير الصيني لدى المملكة لي تشينغ وين في تصريحٍ ل"الرياض" أن الحل السياسي هو الحل الصحيح والوحيد لتخفيف التوتر وإيقاف نزيف الدم في سورية. وطالب تشينغ وين بمعالجة المسألة السورية قبل أن تنتشر إلى الخارج ودعا إلى البدء في عملية انتقال سياسي سريع في سورية شريطة أن تكون بإرادة الشعب السوري. وحث السفير جميع الأطراف في سورية على وقف العنف والقتل مطالباً إياهم بتنفيذ النقاط الست التي قدمها مبعوث الأممالمتحدة كوفي عنان وكذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن وبيان المؤتمر الوزاري الذي عُقِدَ في جنيف. وتمنى من المجتمع الدولي القيام بدور إيجابي في الأزمة السورية عبر التمسك بالحل السياسي والالتزام بميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، منوّهاً إلى أن تجاهل المبادئ الدولية الأساسية سيؤدي لنتائج خطيرة في المستقبل. وأكد أن الصين لا تميل للحكومة السورية ولا إلى المعارضة وإنما تميل إلى الشعب السوري، مستدلاً بذلك على دعوة بلاده لمبعوثين من حكومة دمشق ومن المعارضة إلى بكين للتشاور وتبادل الاقتراحات السياسية، واصفاً ذلك بالأسلوب الصيني الخاص في معالجة المشكلة. ولفت إلى أن بلاده حذرت منذ اندلاع الأزمة من أن الوضع السوري شديد التعقيد ويجب التعامل معه باتزان وحذر وأكد أن الصين تشارك الشعوب العربية نفس الألم والحزن والقلق تجاه الأزمة التي أوقعت ضحايا في الأرواح وخسائر مادية. وأكد السفير الصيني في نهاية حديثه أن بلاده تتخذ مواقف مستقلة تنبثق من التمسك بالمبادئ الدولية الأساسية وميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي لافتاً إلى أن موقف بلاده من الأزمة السورية فيه جوانب مشتركة كثيرة مع الدول العربية. وفي تعليقه على الخلاف الذي وقع مؤخراً بين الصين واليابان حول الجزر المتنازع عليها أشار السفير الصيني إلى أن بلاده تمتلك "أدلةً تاريخية وقانونية كافية" لتأكيد سيادتها على الجزر. وقال تشينغ وين أن اليابان "احتلت جزر دياويو في حربها مع الصين عام 1894 ثم وقّعت بعد الحرب على تعهدات تلتزم بها بإعادة كل الأراضي المحتلة إلى أصحابها ولكن هذا لم يتم " بحسب السفير. وأكد أن بلاده "لن تتزعزع عن موقفها من حماية السيادة على أراضيها" ودعا الجانب الياباني للعودة للمفاوضات لحل النزاع مؤكداً أن سيادة الصين على هذه الجزر ثابتة ولا مجال فيها للمشاورة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية. وأشار السفير إلى وجود تفاهم قديم بين القيادتين الصينية واليابانية، توصلتا إليه عند إقامة العلاقات الدبلوماسية في السبعينات، ويتمثّل بتَرْك هذا الخلاف لتحله الأجيال القادمة الذين قد يصبحون أكثر ذكاءً ممن سبقهم وهو تفاهم سياسي "يُعبّر عن حكمة الجيل القديم في الصين واليابان" على حد تعبيره.