لايمكن التنبؤ حتى الآن بالرئيس الأمريكي القادم للبيت الأبيض مع تقارب نسب المؤيدين في الولايات المتأرجحة، وتصاعد وتيرة التحدي واقتناص الفرص خلال المنافسة الانتخابية بين الاثنين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمرشح الرئاسي ميت رومني بعد مناظرتهم الرئاسية الأولى والأقوى منذ 32 عاماً والتي عززت من حظوظ المرشح الرئاسي القادم رومني وساهمت بالتأكيد في تقدمه على منافسه الرئيس أوباما خلال الأسبوعين الماضيين وزاد ذلك من حماس أنصار رومني للضعف مقارنة مع مرشح الحزب الجمهوري السابق جون ماكين في انتخابات 2008. يأتي ذلك مع إقامة المناظرة الرئاسية الثانية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني فجر الأربعاء بتوقيت المملكة بجامعة هوفسترا في ولاية نيويورك. وستكون المناظرة بشكل مفتوح تتاح فيها الفرصة للمواطنين الأمريكيين طرح أسئلتهم والأجابة عليها من المرشحين فيما يتعلق بالقضايا الداخلية والخارجية، يشارك خلالها الحضور من الناخبين المترددين بحسب ماحددت من قبل منظمة غالوب. وبحسب استطلاعات "غالوب واليو أس أي تودي" يدخل المرشح رومني للمناظرة مسجلا تقدما بنسبة 50% على نظيره الرئيس أوباما الذي حقق 46% بعدد المرجح تصويتهم في الولايات المتأرجحة البالغة 12 ولاية تملك القرار في حسم الانتخابات لصالح أوباما أو رومني والتي انحصرت فيها المنافسة بشكل قوي خلال الأسابيع الأخيرة المتبقية من الانتخابات. ومن المقرر أن تكون اليوم الفرصة الأخيرة أمام أوباما للحديث حول ما يتعلق بالاقتصاد الأمريكي خلال مواجهته الند الجمهوري رومني. كما تشير التوقعات الى تغييرات طفيفة في استراتيجية أوباما بالتزامن مع تراجع نسب البطالة أقل من 8%. مايعني أن الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح حسب ما أوضحت استطلاعات الرأي في صحيفة واشنطن بوست 42% باعتبار أنها النسبة الأعلى منذ ثلاثة أعوام. محاولا استعادة التراجع الذي حدث في نسبة المؤيدين بعد الأداء الباهت الذي قدمه خلال مناظرته الأولى. حيث إن ملف الاقتصاد الأمريكي يشكل الملف الأقوى في سباق الانتخابات الرئاسية هذا العام، والذي قد يحصد من خلاله أوباما الطريق نحو البيت الأبيض مرة أخرى. باعتبار القضايا الاقتصادية هي المهيمنة بصفة كاملة على المعركة الانتخابية يحاول اوباما استدراك الوضع بإقناع متابعيه بأن ما تم حتى الآن لم يكن كافيا زمنيا للنهوض بالاقتصاد من جديد فيما يطلق عليه "الكساد العظيم" وأن عملية المعالجة تسير في طريقها للتصحيح. وذلك ما دعى إليه الرئيس أوباما خلال لقائه بمؤيديه في مؤتمر الحزب الديمقراطي بمدينة شارلوت بولاية نورث كارولينا فسر أوباما خلالها المشكلات التي واجهها وأهم الأهداف التي تم تحقيقها حتى الآن ورغبته في أكمال الطريق من أجل تصحيح المسار