ألقى الدكتور زياد الدريس نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى المنظمة كلمة الدول العربية في الدورة (190) للمجلس التنفيذي والتي عقدت في التاسع من أكتوبر الجاري، بحضور معالي الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون ومعالي المدير العام لمنظمة اليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا، وقال الدكتور الدريس في بداية كلمته "باسم الدول العربية الأعضاء في اليونسكو ، نرحب بكم في منظمتنا التي نحبها ونفخر بها . لكن حبنا وفخرنا بها ازداد عندما ازدادت عدالة وإنسانية في منعطفها الكبير وقرارها النبيل خلال شهر أكتوبر 2011م حين أصبحت فلسطين دولة كاملة العضوية في اليونسكو. ونحن نتمنى أن تذوق الأممالمتحدة ، المنظمة الأم ، طعم هذا الفخر .. لكن دون أن تذوق طعم المصاعب التي ذاقتها السيدة بوكوفا جراء ذلك القرار الإنساني الديمقراطي الحر !. وفيما يلي نص الكلمة: معالي أمين عام الأممالمتحدة السيد / بان كي مون باسم الدول العربية الأعضاء في اليونسكو، نرحب بكم في منظمتنا التي نحبها ونفخر بها. لكن حبنا وفخرنا بها ازداد عندما ازدادت عدالة وإنسانية في منعطفها الكبير وقرارها النبيل خلال شهر أكتوبر 2011م حين أصبحت فلسطين دولة كاملة العضوية في اليونسكو. ونحن نتمنى أن تذوق الأممالمتحدة، المنظمة الأم، طعم هذا الفخر.. لكن دون أن يذوق، سيد / بان كي مون، طعم المصاعب التي ذاقتها السيدة بوكوفا جراء ذلك القرار الإنساني الديمقراطي الحر! وقال الدكتور الدريس :التعليم ركن أساسي في مسارنا نحو إعادة ترتيب العالم بالشكل الذي يجعله أكثر سلماً وعدلًا وانسجاماً. وفي منطقتنا العربية خصوصاً نزداد يوماً بعد آخر قناعة بأن التعليم هو طريقنا نحو التنمية الديمقراطية ولمواجهة الاستفزازات المثيرة للكراهية كالتي أحدثها الفيلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. لأجل هذا فنحن نتابع بفرح يشوبه قلق الخطوات التي تسير فيها انطلاقة المبادرة الأممية المسماة ( التعليم أولاً) Education first ، نعوّل عليها آمالاً كبيرة لكننا نخشى أن تكون المسألة تغيير مسميات دون تغيير استراتيجيات العمل القديمة التي فشلت في تحقيق أهداف المبادرات السابقة ضمن خططها الزمنية المرسومة لها. وإن وجود السيدة بوكوفا كمديرة تنفيذية لهذه المبادرة يمنحنا مزيداً من التفاؤل بالنجاح بإذن الله. (الفيتو) لم يستخدم يوماً لصالح الإنسان المستضعف وحان الوقت لإلغائه واكد الدكتور الدريس "السلام الحقيقي الصادق والقادر على التمدد والمقاوم للخذلان يبدأ من تحت وليس من فوق، تصنعه المجتمعات، على مستوى الأسرة .. بل الفرد، من خلال تكريس مبادئ حقوق الانسان وفهم الآخر والتعايش والتعددية، وهذه هي مكونات الكعكة التي يجب أن تصنعها اليونسكو لأطفال العالم .. تعليماً وتثقيفاً. وهذا ما حدا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتبني مبادرة الكشافة (الناشئة) في خدمة السلام، بالتعاون مع جلالة ملك السويد. واضاف /معالي الأمين، اسمح لي بأن أقول إن السلام الحقيقي والمستدام لا يُصنع هناك في مجلس الأمن بل هنا في اليونسكو، وعلى المنظمة الأم ومجلس الأمن فقط حماية هذه الكعكة من أن يلتهمها الكبار المتخمون عن الصغار الجائعين. السيد الأمين العام نسمع منذ مدة عن برنامج إصلاح الأممالمتحدة والوكالات الدولية كافة، ومازلنا نترقب بزوغ ملامح هذا الاصلاح. وأريد في هذا المقام أن أتناول بنداً واحداً نأمل أن يكون قد تم إدراجه في أجندة الاصلاح، تمهيداً لإلغائه ، وهو مبدأ (الفيتو) الذي يناقض مبادئ الديمقراطية والمساواة . خلال 67 سنة مضت، تغيرت موازين واضمحلت قوى، وصدر العديد من المواثيق والاتفاقيات العالمية حول المساواة وحقوق الانسان وتعزيز الديمقراطية وتعميمها بين الجميع .. دولاً وشعوباً وأفراداً من دون تفرقة. كل هذه التحولات في القوى والقيم ومازال حق (الفيتو) الذي هو نظام أحادي استبدادي مستحلباً من أدبيات القرون الوسطى ولا ينسجم أبداً مع أدبيات عصرنا الذي نعيشه ، قائماً ومستخدماً في عصر الثورة المعلوماتية والإنترنت ! ليس جديداً القول بأن (الفيتو) لم يستخدم يوماً لصالح الانسان المستضعف بل لمصالح الانسان القوي. الدولة الاسرائيلية المحتلة تعبث بفلسطين أرض الرسالات وتضطهد أهلها وتخرّب هوية القدس في مساعيها لتهويد القدس.. القدس الإسلامية والمسيحية واليهودية، ولا يحميها في اعتداءتها هذه سوى قرارات ( فيتو) . الانسان السوري اليوم يُقتل والتراث السوري يُدمّر، ولا يحمي هذا التخريب سوى قرار ( فيتو) . وأضاف "ألا يمكن أن تكون مناسبة مرور 70 عاماً على قيام الأممالمتحدة في العام 2015م هي الموعد المضروب لإلغاء هذا المبدأ المناقض لمبادئ الأممالمتحدة ، وإصلاح منظومة الأممالمتحدة بشكل عام . السيد / بان كي مون".. إننا نعوّل كثيراً على فعاليتك ونشاطك المعهود في تنشيط ملف الاصلاح الأممي. ونحن الدول العربية، نثمّن للسيدة بوكوفا فعاليتها الدائمة وحماسها الاستثنائي لاستراتيجية إعادة هيكلة وإصلاح اليونسكو . نجدد الترحيب بكم ونثمن جهودكم الدولية..