في غضون مئة عام ونيف نجح الفلسطينيون في تشيلي، أكبر جالية فلسطينية خارج العالم العربي، في أن يحققوا ما عجزوا عنه في وطنهم، فقد أصبحوا نخبة نافذة في هذا البلد اقتصادياً وثقافياً. كما أن لديهم فريق كرة قدم. وتعود أصول 10% من أعضاء مجلس الشيوخ التشيلي إلى فلسطين، وكذلك رئيس بلدية العاصمة بالول زلاقط ورئيس الاتحاد الوطني لكرة القدم سيرخيو خادوي. وفي البدء كان التشيليون يطلقون على الفلسطينيين اسم "الأتراك" لسبب بسيط هو أن أوائل المهاجرين الفلسطينيين الذين وطأت أقدامهم أراضي تشيلي مطلع القرن العشرين كانوا يحملون جوازات سفر صادرة عن الدولة العثمانية. واليوم يبلغ عدد المتحدرين من أصول فلسطينية في تشيلي حوالي 350 ألف شخص. ويقول أحدهم ويدعى نسيم علامو (70 عاما) لوكالة "فرانس برس" "هناك فلسطينيون في كل القطاعات". وبفضل التجارة التي امتهنها أكثر المهاجرين الفلسطينيين تمكن هؤلاء من جمع ثروات ضخمة في تشيلي. وفي هذا يقول نسيم "في البداية كانوا يبيعون كل شيء. كانوا يجوبون الأرياف حيث لم تكن هناك متاجر وبما أنهم لم يكونوا يتقنون اللغة، فقد كانوا يعرضون ما لديهم ويقطعون مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام لتسويق بضاعتهم". ويقول شهوان "هؤلاء مهاجرون يتمتعون بمستوى ثقافي عالٍ ولديهم تاريخ حضاري عريق وبعد وقت قصير من وصولهم الى البلد يصبحون نخبة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وأدى تشاطر الفلسطينيين النشاط التجاري وتجربة الهجرة مع اليهود في تشيلي الى قيام علاقات حسنة بين الأقليتين. ويقول شهوان إن "النزاع ليس مع اليهود بل مع قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين". ومن أبرز العلامات على الوجود الفلسطيني في تشيلي فريق كرة القدم الفلسطيني "كلوب ديبورتيفو باليستينو"، الفريق الوحيد في البلاد الذي يتخذ من العلم الفلسطيني شعاراً له.