لقي ثلاثة أشخاص، على الأقل، حتفهم إثر قصف صاروخي قامت به القوات الليبية ضد معقل سابق للعقيد الراحل معمر القذافي. وذكرت وكالة "التضامن" الليبية الرسمية للأنباء أن مدينة بني وليد تعرضت في وقت متأخر مساء الأربعاء لقصف صاروخي أسفر عن مقتل ثلاثة وجرح عدد من السكان . وصرح مصدر من المركز الإعلامي في بني وليد للوكالة بأن المدينة تعرضت للقصف بجميع الأسلحة الثقيلة، من صواريخ غراد ومدفعية ودبابات وغيرها مما أسفر عن وفاة طفل /8 أعوام/ وخاله /25 عاما/ إثر سقوط صاروخ غراد على منزل، بالاضافة إلى شخص آخر دمر القصف منزله. وأضاف المصدر أن مستشفى بني وليد العام استقبل العديد من الجرحى، بين حالات خطيرة ومتوسطة. الى ذلك سلط نقاش عام في الكونغرس الأمريكي حول صور فوتوغرافية لمنشأة أمريكية ثانية شبه سرية في مدينة بنغازي الليبية الضوء على مجمع اعتبر أكثر أمنا من مقر البعثة الأمريكية حيث توفي السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز الشهر الماضي. وحين قام مسؤولون من الخارجية الأمريكية بسرد سلسلة الاحداث التي وقعت في الليلة التي توفي فيها ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم إرهابي وعرضوا صورا التقطتها أقمار صناعية عن المنشأتين الأمريكيتين انتفض النائب الجمهوري جيسون شافيتز واتهمهم بافشاء معلومات سرية. وقال شافيتز خلال جلسة استماع عقدتها الاربعاء لجنة الرقابة والاصلاح الحكومي في مجلس النواب الأمريكي "حين كنت في ليبيا طلب مني تحديدا الا أتحدث ويجب الا أتحدث أبدا عما تقومون انتم بعرضه اليوم." وأكد مساعد في الكونغرس أن النائب كان يتحدث عن الموقع الثاني. ووجود المجمع الثاني ظهر بشكل واسع النطاق في التقارير التي تحدث عن أعمال العنف التي وقعت في بنغازي يوم 11 سبتمبر/ ايلول الماضي وكان يشار اليه عادة على انه "منزل آمن" او "ملحق" بالقنصلية الأمريكية المؤقتة. وقال مسؤولو الخارجية الأمريكية في الجلسة إن الصور الفوتوغرافية لا تعد سرا. ورغم ان المسؤولين الأمريكيين أدلوا بتصريحات عامة عابرة عن المجمع الا انهم لم يقدموا الكثير من المعلومات عن الغرض منه قبل هجوم بنغازي الذي أصبح موضوعا لجدل حزبي شديد في واشنطن خلال الأسابيع الأخيرة التي تسبق انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجرى في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني ومحور تحقيقات متعددة تجريها الخارجية الأمريكية والكونغرس. وعلمت رويترز رغم ذلك بعض التفاصيل الجديدة عنه من مسؤولين أمريكيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية القضية والتحقيقات الرسمية الجارية. ووصفوا المنشأة الثانية بأنها (مجمع مهم وسري) بالدرجة الاولى يقيم فيه دبلوماسيون ورجال مخابرات. وكان من بين مهامهم برنامج له أولوية كبيرة تشارك فيه عدد من الوكالات لرصد أماكن وجود الصواريخ التي تطلق من على الكتف وأسلحة اخرى انتشرت بعد الانتفاضة الليبية عام 2011 . وينسق هذا البرنامج مكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع للخارجية الأمريكية. كما يضم المجمع "فريقا أمنيا للرد السريع" مكونا من سبعة رجال قال مسؤولون أمريكيون في شهادتهم انه توجه الى القنصلية المؤقتة بعد ان تعرض ستيفنز وآخرون للهجوم هناك. والمسافة التي تفصل بين المجمعين تقدر بنحو كيلومترين. وقال عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم إن المجمع الثاني المكون من عدة مبان منها أماكن اقامة لافراد أمريكيين كان محميا بشكل أفضل من القنصلية المؤقتة التي توفي فيها ستيفنز وشون سميث خبير الاتصالات. وذكر المسؤولون انه بعد تعرض القنصلية لهجوم بدأ الساعة 9:40 مساء انسحب الافراد الأمريكيون والليبيون بالسيارات إلى الموقع الثاني حيث صدوا لا موجة واحدة من الهجمات بل موجتين. وأبلغت شارلين لامب وهي مسؤولة كبيرة في مكتب الامن الدبلوماسي التابع للخارجية الأمريكية مشرعين أمريكيين انه بعد وقت قصير من وصول من انسحبوا من القنصلية المؤقتة إلى الموقع الثاني "تعرض الملحق نفسه إلى نيران متقطعة لفترة من الوقت." وقالت لامب انه في الصباح الباكر ليوم 12 سبتمبر وبعد ان وصل فريق أمني أمريكي تعزيزي قادم من طرابلس إلى الموقع الثاني "بدأ الملحق يتعرض لقذائف مورتر وأصيب المجمع بثلاث اصابات مباشرة." وصمدت دفاعات الموقع الثاني بدرجة كبيرة وعلى خلاف القنصلية المؤقتة لم يشهد اقتحاما. ورغم ذلك قتل اثنان من مسؤولي الامن هناك هما جلين دورتي وتايرون وودز فيما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه ضربة سيئة الحظ بقذيفة مورتر. وفر باقي الافراد في نهاية المطاف إلى مطار بنغازي. والقول بأن الموقع الثاني كان به اجراءات دفاعية متطورة نسبيا سيثير المزيد من التساؤلات عن سبب عدم تعزيز الامن في القنصلية القريبة نظرا للبيئة الامنية المضطربة في بنغازي. ودافعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومسؤولون أمريكيون كبار عن اجراءات الامن المتبعة في القنصلية الأمريكية وان كانت هذه المزاعم قد تعرضت لهجوم عنيف من جانب الجمهوريين في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الرقابة والاصلاح الحكومي الاربعاء. وقال مسؤولون يحققون في الهجوم إن هناك ما يثبت ان الادارة الأمريكية كانت لا تريد تسليط الضوء على الوجود الامني في القنصلية المؤقتة وهي واجهة للوجود الأمريكي في مدينة بنغازي لاعطاء انطباع بأن تعاملات الولاياتالمتحدة مع ليبيا طبيعية. وذكر مسؤولون انه نظرا لان بنغازي تعتبر مدينة يغيب عنها القانون ويسودها العنف وبها وجود قوي المتشددين فقد شملت الاجراءات الامنية في المجمع الثاني كاميرات وأجهزة استشعار كما ان القوة الامنية الموجودة هناك ضمت أمريكيين على قدر كبير من التدريب مثل دورتي وودز اللذين قتلا في هجوم المورتر وكانا من القوات الخاصة للبحرية الأمريكية.