نقل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه خلال ترؤسه اجتماع وزراء ثقافة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته ال 18 يوم أمس بالرياض، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- للمشاركين في الاجتماع، مرحباً بهم في المملكة العربية السعودية، وبعقد الرشيد: اقتراح بإنشاء مركز للترجمة والتعريب الدورة ال 18 لاجتماع وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مدينة الرياض، معرباً عن تمنياته بنجاح أعمال هذا الاجتماع، وأن يخرج بقرارات تعود بالخير على دول المجلس ومجتمعاتها، وعلى النهوض بالحركة الثقافية فيها. وحضر الاجتماع الذي أقيم في الريتزكالرتون في الرياض أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي؛ الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة في مملكة البحرين، الشيخ محمدالعبدالله المبارك الصباح وزير الإعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، مبارك بن ناصر آل خليفة، الأمين العام لوزارة الثقافة القطرية، معالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان. وقال معاليه: "إن أحد المفكرين عرّف الثقافة بأنها "ما تبقى عند نسيان كل شيء"، عبارة تحمل في طياتها قدر ما للثقافة من أهمية في تراث الإنسانية فهي الجذر، والملامح، وهي ما تبقى أصيلاً في الذاكرة والوجدان، مهما تبادلت الأزمان وتعاقبت الأجيال"، مشيراً إلى أن الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ذات جذور غائرة في التاريخ "وترتكز في أساسها على مصدرين عظيمين هما الإسلام والتراث العربي، اللذين تشكلت منهما معالم الثقافة والتراث الإنساني لإنسان هذه المنطقة من العالم، وتألفت منهما قيم تؤمن بالتسامح والانفتاح على الآخر، حيث كانت الثقافة أصلاً أصيلاً في سلوك إنسان هذه الأرض، وجدت معالمه واضحة في أسواق العرب التي تأثرت في مختلف مناطق الجزيرة العربية". د. عبدالعزيز خوجة وأضاف "أن الشعر والخطابة والتبادل اللغوي أبرز نشاط تلك الأسواق، وعرف ابن هذه النواحي كيف ينتقل من السهل والجبل والصحراء والساحل والواحة، فتألفت خصائص عجيبة مكونة للجغرافيا الثقافية لهذه لمنطقة، وهي ثقافة تربط الصحراء بالبحر والجبل والواحات في رباط واحد، وتصهر في داخلها ما استوعبته هذه المنطقة عبر تاريخها الطويل من حضارات متعاقبة". وأوضح د. خوجة أن الثقافة وتراثها الإنساني لم تنقطع عن إنسان هذه المنطقة "حيث ظلت ماثلة في حداء البدو في صحرائهم، وفي اليامال حيث يهزج بها البحارة يبتغون الرزق العميم، وفي العرضة والمزمار والدانات وأغنيات الصيد، وفي القصيد والزجل، وألوان البناء والأزياء، وتحمل الأمل الصبر والمعاناة". ولفت إلى أنه على الرغم من التحولات التي مست هذه المنطقة حين استحالت إلى دول تحظى بمكانة محترمة في المنظومة السياسية الإقليمية والدولية، أصبحت الثقافة مظهراً متميزاً في مجتمعاتنا "وبات ابن الصحراء والبحر والجبل والواحة يسأل في مختلف الأدب والفكر، وأضحت هذه المنطقة صانعة لخطابات أدبية وثقافية تعمل في خريطة الثقافة العربية في اتساعها في المكان والزمان، دون أن ينسى مثقف هذه المنطقة من دنيا العربي نخلة تغمر وجدانه، ورملة تدغدغ وجهه، وموجة تثير أشجانه". وتابع "إن الفكرة البناءة التي بدأت في اجتماعات مؤتمر وزراء الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت واقعاً جميلاً وتقليداً رائعاً سيتكرر كل عام إن شاء الله لنحتفل بمبدعينا في جميع المجالات الثقافية" مبيناً أن ما يقدم للمكرمين الآن ما هو إلا عرفان رمزي باسم الثقافة الخليجية لما بذلوه من جهود جبارة وإبداع متميز، يكون تقديراً لهم وتحفيزاً لإبداع جديد ومبدعين آخرين". وقال "إن ما حدث من نهوض تنموي وثقافي كبير في دول الخليج إنما يعود بعد فضل الله إلى إرادة إنسان هذه الأرض، وإصراره على المضي قدماً نحو النهضة وإيمان أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأن الثقافة والتعليم هما ركائز هذه النهضة، ووعيهم العميق بأن الثقافة والتراث قيمتان عظيمتان في سلم القيم الإنسانية للدول والمجتمعات". جانب من الاجتماع وشدد في ختام كلمته عن أمله في أن يخرج هذا الاجتماع بنتائج طيبة في سبيل عمل ثقافي يسهم في الوصول بمجتمعات دول الخليج إلى ما يليق بإرثها الحضاري الكبير، والمشاركة في صياغة ثقافة عربية وإنسانية متميزة. وقال الأمين العام المساعد لمجلس التعاون خالد الغساني في كلمته افتتاح الاجتماع يوم أمس "ها نحن مرة أخرى نلتقي في رحاب المملكة العربية السعودية، بلد الخير والعطاء وبلد الحرمين الشريفين تستضلنا الرعاية السامية لخادم الحرمين الشريفين، والشعب السعودي الشقيق والمضياف. وبهذه المناسبة اسمحوا لي أصحاب السمو والمعالي أن أغتنم هذه الفرصة لأرفع آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ورئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون حفظه الله ورعاه وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز، على ما تتلقاه مسيرة العمل المشترك في إطار مجلس التعاون من دعم وتأييد وبالأخص ما يلقاه اجتماعكم هذا من تنظيم وإعداد وحسن استضافة، فلهم منا كل الشكر والعرفان داعين الله أن يديم على هذا البلد العزيز الأمن والأمان في ظل قيادتها الرشيدة، أمام اجتماعكم الموقر العديد من الموضوعات التي تلخص كل ما تم التداول حوله ومناقشته خلال الاجتماعات السابقة، وكلنا أمل أن يتسع كما أود الإشادة بالجهود المباركة التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمجلس الأعلى حيث كان للتوجيهات السامية لخادم الحرمين الشرفيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأثر البالغ في تفعيل مسيرة المجلس ودعم مسارات التكامل والتعاون في جميع مجالات العمل المشترك، والشكر موصول للأخ الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام على جهوده المتميزة في توفير سبل نجاح هذا الاجتماع، ولا يفوتني في هذه المناسبة إلا أن أشيد بالجهود المتميزة التي بذلها معالي الأخ عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ووزير الصحة بالإنابة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال ترؤسه أعمال الدورة السابقة في اجتماعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة، ويطيب لي بهذه المناسبة أن أنقل إليكم تحيات الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتمنياته لاجتماعكم بالنجاح والتوفيق والخروج بالقرارات التي تفعل عملنا الخليجي المشترك". وزاد: "إن اجتماعانا هذا هو امتداد لجهودكم المثمرة في دعم العمل الثقافي المشترك في ظل ظروف وتغيرات عديدة تواجهها منطقتنا العربية وبالأخص دول المجلس على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية تحتم علينا الانطلاق نحو آفاق أوسع من عملنا الثقافي المشترك، فالثقافة هي البوتقة التي تنصهر فيها مختلف المتغيرات لتظهر فيما بعد في قالب جديد ينبئ عن منجزاتنا في مجال الثقافة ومناحي المجتمع الأخرى، إنه لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نثمن جهودكم في قيادة الوعي الثقافي في دول المجلس وانعكاس ذلك على جيل الشباب والمهتمين بقضايا المجتمع الثقافية والإبداعية، حيث يطالبنا المجتمع بتحقيق طموحات أبنائه الشباب وتوفير البرامج الثقافية الإثرائية الداعمة للفكر الإيجابي وصولا لشخصية سوية ملتزمة بأخلاقيات مهنية في جميع التخصصات وتراعي عادات وتقاليد وقيم المجتمع الخليجي، وأمام اجتماعكم الموقر العديد من الموضوعات التي تلخص كل ما تم التداول حوله ومناقشته خلال الاجتماعات السابقة، وكلنا أمل أن يتسع وقتكم لمناقشة كل الموضوعات المطروحة لما لها من أهمية، ورغبة في تعزيز الجانب الثري من جوانب التعاون المشترك الذي يرانا العالم ويقرأنا من خلاله، فيتعرف علينا ويقيم علاقاته معنا، ويقيمها وفقاٍ لما يراه ويقرأه في صحائف ثقافتنا الخليجية العربية الناهضة في دول مجلسنا الخليجي. ونأمل ان يلقى هذا الملف المعروض على اجتماعكم الموقر الاهتمام من أجل اتخاذ قرارات مناسبة بشأن موضوعاته وفق ما يراه أصحاب السمو والمعالي الوزراء لما تمثله هذه القرارات من أهمية في دعم مسيرة العمل الثقافي المشترك بين دول لمجلس، كما لا يفوتنا ونحن نكرم هذه الكوكبة من المبدعين في مجالات الثقافة على مستوى دول المجلس، ان نتقدم لهم بالتهنئة ونبارك لهم إنجازاتهم والتي سيكون لها الاثر الفاعل والواضح في مسيرة العمل الثقافي. فشكراً لكم على جهودكم وعطائكم الكبير". وختم كلمته بقوله "من دواعي سعادتي الترحيب بمعالي الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح وزير الاعلام ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يشاركنا للمرة الاولى في اجتماعنا وانضمامه الى اللجنة الوزارية، سائلين الله ان تكون مشاركته دعما للعمل المشترك في مجال الثقافة، وأكرر شكري للملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام وجميع العاملين فيها على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وكفاءة الإعداد والتنظيم، وكذلك الشكر موصول لأصحاب السعادة الوكلاء واللجنة الثقافية العامة على الجهد الذي بذلوه في الاعداد والتحضير للاجتماع". إلى ذلك أكد رئيس الهيئة الاستشارية الثقافية لدول مجلس الخليج الدكتور محمد الرشيد خلال الاجتماع أن المجلس الاعلى في ابوظبي عام 2010 من اهم ما طرحه قضايا الترجمة والتراث والاهتمام باللغة العربية ومن ثم شكل فريق من أعضاء الهينة وتشرف أنه برئاسة الفريق لتوحيد الجهود في الترجمة والتعريب ومن ثم كلف 7 شخصيات بارزة من الاكاديمين لتقديم اوراق العمل التي طرحت في اجتماع في الامانة العامة لمجلس التعاون حضرها 29 مثقفاً خليجياً، وتوصل فريق العمل إلى اقتراحات عدة من أهمها إنشاء مركزاً للترجمة والتعريب يقوم بدور التنسيق والتكامل، ورصد الجهود في الترجمة، والتنسيق مع دور الترجمة العالمية إلى جانب إعداد دراسة عن دور الترجمة لجميع الدول وكانت الدول الخليجية أقل الدول في ترجمة الكتب الثقافية والمميزة إلى اللغة العربية.